تولى ـ يعني الحجّاج ـ شرط البصرة عامر بن مسمع بن مالك ، ثم ولّى عبد الله (١) بن المهلّب بن أبي صفرة ، وولّى يزيد بن عمير الأسيّدي (٢) ثم ابنه عمر بن يزيد بن عمير ، ثم ولّى زياد بن عمرو العتكي.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن عمران المرزباني ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، نا محمّد بن القاسم بن خلّاد ، عن عمر بن عبد الرّحمن قال : قال عمر بن يزيد : لما طلبنا الحجّاج فأخذنا نودع متاعنا الناس ، ولنا جار نخافه ، فجعلنا في سفط لبنا ، وأودعناه إياه فكفّ عنا أذاه ، فلما ظهرنا جئنا نطلب منه ، قال : ما وجدت أحدا نودعه لبنا غيري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، نا ابن سلّام ، أخبرني يونس قال :
أتى جرير عمر بن يزيد الأسيّدي وهو على شرط البصرة طالب حاجة فتقاعس عمر له فقال جرير (٣) :
أتنسى يوم مسكن إذ تنادي |
|
وقد أخطأت بالقدم الرّكابا |
نكحت إلى بني عدس بن زيد |
|
فقد برذنت (٤) خيلهم العرابا |
فلو كان النّجيّ بعهد عوف |
|
تبرّأ من أسيّد ثم تابا |
وكان عمر انهزم يوم مسكن (٥) يوم قاتل الحجاج عبد الله بن الجارود ، فأراد أن يركب للهرب فاعتاص عليه برذونه ، فجعل يقول : من يعقلني عقله الله ، فعيّره جرير بذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن
__________________
(١) في تاريخ خليفة بن خيّاط : ثم ولّى عبد الملك المهلب بن أبي صفرة.
(٢) بالأصل وم : الأسدي ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ خليفة.
(٣) لم أعثر على الخبر في طبقات فحول الشعراء للجمحي ، ولم أعثر على الأبيات في ديوان جرير.
(٤) الأصل و «ز» : تردنت ، وفي م : «تركبت» والمثبت عن المختصر.
(٥) مسكن : موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق (معجم البلدان).