لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز دعا كاتبه فقال : اكتب فكتب : بسم الله الرّحمن الرحيم ، فقال : امحه ، فإنّ الشعر لا يكتب فيه بسم الله الرّحمن الرحيم ثم قال :
لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه |
|
لعدله لم يصبك الموت يا عمر |
كم من شريعة حقّ قد نعشت لهم |
|
كادت تموت وأخرى منك تنتظر |
يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي |
|
على العدول التي تغتالها الحفر |
ثلاثة ما رأت عيني لهم شبها |
|
تضم أعظمهم في المسجد الحفر |
وأنت تتبعهم لا تأل (١) مجتهدا |
|
سقيا لها سنن بالحقّ تفتقر |
لو كنت أملك والأقدار غالبة |
|
تأتي رواحا وتبيانا وتبتكر |
صرفت عن عمر الخيرات مصرعه |
|
بدير سمعان لكن يغلب القدر |
قال (٢) : ونا محمّد بن علي بن حبيش ، نا أبو شعيب الحرّاني ، نا هاشم بن الوليد ، نا أبو بكر بن عياش قال : قال الفرزدق لما مات عمر بن عبد العزيز :
كم من شريعة حقّ قد شرعت لهم |
|
كانت أميتت وأخرى منك تنتظر |
يا لهف نفسي ولهف اللاهفين معي |
|
على العدول التي تغتالها الحفر |
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، نا علي بن أحمد بن أبي قيس (٣).
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو الحسين عمر بن الحسن قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن الحسين ، نا زكريا بن عدي ، نا ـ وفي حديث الأشناني : عن ـ حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمّد ، عن سفيان بن عاصم بن عبد العزيز قال :
توفي عمر بن عبد العزيز لخمس ليال ، وقال ابن أبي قيس : بدير سمعان يوم الخميس لخمس ـ مضين من رجب سنة إحدى ومائة وهو يومئذ ابن تسع وثلاثين سنة وأشهر ـ وفي حديث عمر بن الحسن : وستة أشهر ـ ودفن بدير سمعان ، فكانت خلافته سنتين وخمسة
__________________
(١) في الحلية : لا زلت.
(٢) الخبر والشعر في حلية الأولياء ٥ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ وسيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٣٥.
(٣) في «ز» : قبيس.