النبي صلىاللهعليهوسلم في قبره ، فقال : لأن أعذّب بكل عذاب تعذّب به الأمم ما خلا النار ، أحبّ إليّ من أن أرى نفسي أهلا لما قلت.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، نا [أبو](٢) النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب قال :
قيل لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتا دفنت موضع القبر الرابع مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر ، قال : والله لئن (٣) يعذبني الله بكلّ عذاب إلّا النار ـ فإنه لا صبر لي عليها ـ أحبّ إليّ من أن يعلم الله من قلبي أنّي أرى أنّي لذلك الموضع أهلا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا علي بن أحمد الرفاء.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن.
قالا : أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، عن قدامة بن محمّد ، عن داود بن خالد بن عبد الله ، عن محمّد بن قيس قال :
اشتكى ـ وفي حديث ابن السّمرقندي : نا قدامة بن محمّد بن قدامة المدني (٤) ، نا داود بن خالد بن عبيد الله ، عن محمّد بن قيس صاحب عمر بن عبد العزيز قال : اشتكى ـ عمر بن عبد العزيز حضرة (٥) هلال رجب سنة إحدى ومائة ، فكانت شكايته عشرين يوما ، فأرسل إلى نصراني يساومه بموضع قبره ، فقال له النصراني : والله يا أمير المؤمنين إني لأتبرّك بقربك وبجوارك ، فقد حلّلتك (٦) ، فأبى ذلك عليه إلّا أن يبيعه ، فباعه إياه بثلاثين دينارا ، ثم دعا بالدنانير فوضعها في يده (٧).
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٠٨ وانظر البداية والنهاية ٩ / ٢١٠ وسيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٢٤.
(٢) الزيادة عن م ، و «ز» ، والمعرفة والتاريخ.
(٣) الأصل : «لا» والتصويب عن م و «ز» والمعرفة والتاريخ.
(٤) في م و «ز» : المديني.
(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي سيرة عمر لابن الجوزي : غرة.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي سيرة عمر : أحللتك.
(٧) سيرة عمر لابن الجوزي ص ٣٢٣.