الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، حدّثني إبراهيم ـ هو ابن محمّد الشافعي ـ نا عبد الرّحمن بن حسن ، أخبرني أبي قال :
بلغني أن الوليد بن عبد الملك استعمل عمر بن عبد العزيز على الحجاز ، المدينة ، ومكة ، والطائف ، فأبطأ عن الخروج فقال الوليد لحاجبه : ويلك ، ما بال عمر لا يخرج إلى عمله؟ قال : زعم أنّ له إليك ثلاث حوائج ، قال : فعجّله عليّ ، فجاء به الوليد ، فقال له عمر : إنّك استعملت من كان قبلي ، فأنا لا أحب أن تأخذني بعمل أهل العداء ، والظلم والجور ، فقال له الوليد : اعمل بالحق ، وإن لم ترفع إلينا إلّا (٢) درهما واحدا ، قال : والحج قد بلغت ما ترى من السنّ والحال ، وأشك في العطاء أن يكون سأله إياه فخرّجه للناس.
قال : ونا يعقوب ، نا محمّد بن أبي عمر ، نا سفيان.
ح وأخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) قال : قال محمّد بن أبي عمر : قال سفيان :
سمعت أيوب يقول : قال الوليد بن عبد الملك لعروة بن الزبير : كيف عمر بن عبد العزيز فيما بينك وبينه؟ ـ فكأنه لم يحمده ذاك الحمد ـ فقال : هو رجل صالح ، وأنا أحب الصالحين.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ـ قراءة ـ عن أبي بكر بن بيري قالا : وأنا أبو تمام ـ إجازة ـ أنا أبو بكر بن بيري ـ قراءة ـ أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن عبّاد بن كثير ، عن عبد الله بن طاوس قال : واقف أبي عمر بن عبد العزيز من عشاء حتى أصبحنا فلما افترقا قلت له : يا أبة من هذا الرجل؟ قال : يا بني هذا عمر بن عبد العزيز ، وهو من صالحي أهل هذا البيت ـ يعني بني أمية ـ.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا عبيد بن شريك ، نا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن كثير قال :
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ١ / ٥٩٤ ورواه ابن الجوزي في سيرة عمر.
(٢) «إلا» ليست في المعرفة والتاريخ.
(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٧٢.