أتاه المشيب على شربها |
|
فكان كريما فلم ينزع |
قال : نعم ، قال عمر بن عبد العزيز : ما أراني إلّا سوف آخذك (١) ، قال : ولم؟ قال : لأنك أقررت بشرب الخمر ، وزعمت أنك لم تنزع عنها ، قال : أيهات أين يذهب بك ، ألم تسمع الله عزوجل يقول : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ)(٢) قال : فقال عمر : أولى لك يا حميد ، ما أراك إلّا وقد أفلتّ ، ويحك يا حميد ، كان أبوك رجلا صالحا وأنت رجل سوء ، قال : أصلحك الله ، وأيّنا يشبه أباه ، كان أبوك رجل سوء وأنت رجل صالح ، قال : إنّ هؤلاء [زعموا أن أباهم توفي وترك مالا عندك ، قال : صدقوا قال : فأحضره بخواتم أبيهم ، قال : قال : إن أبا هؤلاء](٣) توفي مذ كذا وكذا ، وإنّي كنت أنفق عليهم من مالي وهذا مالهم ، فقال عمر : ما أجد أحدا أحق أن يكون عنده منك ، قال : فقال : أيعود إليّ وقد خرج مني.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان ، أنا الفضل بن جعفر ، أنا عبد الرّحمن بن القاسم ، نا أبو مسهر ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا عمر بن محمّد ، نا زياد بن أبي زياد قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلىاللهعليهوسلم من هذا الفتى. يعني عمر بن عبد العزيز ـ وهو على المدينة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة.
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو (٤) أحمد محمّد بن محمّد ، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني ، نا أبو محمّد مخلد بن مالك السّلمسيني ، نا عطّاف بن خالد ، عن زيد بن أسلم قال :
كان أميرنا عمر بن عبد العزيز فصلّى ـ وفي حديث ابن المقرئ : يصلي ـ بنا الظهر ثم
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي سير أعلام النبلاء : «أحدّك» وفي تاريخ الإسلام : «ما أراني إلّا حادك».
(٢) سورة الشعراء ، الآيات ٢٢٤ ـ ٢٢٦.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن م ، و «ز» ، وسير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام.
(٤) في «ز» : «أنا الحاكم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد» وفي م كالأصل.