انطلقا إلى أبي سعيد الخدري واسمعا من حديثه قال : فانطلقنا فإذا هو في حائط له فلما رآنا آخذ رداءه ، فجاء فقعد فأنشأ يحدّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة ، وعمّار بن ياسر يحمل لبنتين (١) قال : فرآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجعل ينفض التراب عنه ، ويقول : «يا عمّار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك؟» قال : إنّي أريد الأجر من الله ، قال : فجعل ينفض التراب عنه ويقول : «ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النار» ، قال : فجعل عمّار يقول : أعوذ بالرّحمن من الفتن.
رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن الثقفي ، وعن مسدّد عن ابن عبد العزيز بن المختار جميعا عن خالد (٢).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري قالا : أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو.
ح وأخبرتنا أم المجتبى قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا : أنا أبو يعلى ، نا إسماعيل بن موسى بن ابنة ـ وقال ابن المقرئ : ابن بنت ـ السّدّي ، نا أسباط بن محمّد ، عن الأعمش ، عن عبد الرّحمن بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال :
رجعت مع معاوية من صفّين فكان معاوية وأبو الأعور السّلمي يسيرون من جانب ، وعمرو (٣) وابنه يسيرون من جانب ، فكنت بينهم ليس أحد غيري ، وكنت أحيانا أصغي إلى هؤلاء ، وأحيانا أصغي إلى هؤلاء ، فسمعت عبد الله بن عمرو (٤) يقول لأبيه : يا أبة أما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعمّار حين كان يبني المسجد : «إنّك
__________________
(١) في المسند : يحمل لبنتين لبنتين.
(٢) أخرجه البخاري في ٥٦ كتاب الجهاد ، (١٧) باب ، رقم ٢٨١٢ وفي الصلاة باب التعاون في بناء المسجد رقم ٤٤٧.
(٣) بالأصل : وعمر ، تصحيف ، وهو عمرو بن العاص ، وقوله : وابنه ، يعني عبد الله بن عمرو بن العاص.
(٤) بالأصل : عبد الله بن عمر ، تصحيف ، انظر الحاشية السابقة.