أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا الأزرق بن علي ، نا حسان هو ابن إبراهيم الكرماني (١) ، نا محمّد بن سلمة ، عن أبيه أنه سمع أبا يحيى يقول : حدّثني عمران بن أبي الجعد عن عبد الرّحمن بن يزيد عن الأشتر (٢) قال :
ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسأله ، قال : ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من شأن عمّار ، قال : قلنا : يا أبا سليمان وما هو؟ قال : بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أناس من أصحابه إلى حيّ من العرب ، فأصبتهم وفيهم أهل بيت مسلمون فكلّمني عمّار في أناس من أصحابه ، فقال : أرسلهم ، فقلت : لا ، حتى آتي بهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع فيهم ما أراد ، فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستأذن عمّار ، فدخل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اخرج يا عمّار» فخرج وهو يبكي فقال ما نصرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم على خالد ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أحببت الرجل» فقلت : يا رسول الله ما منعني منه إلّا مخفرة له ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يحقّر عمّارا يحقره الله ، ومن يسبّ عمّارا يسبّه الله ، ومن يبغض عمارا يبغضه الله» ، فخرجت فاتّبعته فكلّمته حتى استغفر لي [٩٢٧٨].
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو محمّد عبد الله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي ، ومحمّد بن مخلد ، قالا : نا الحسن بن عرفة ، نا الحكم بن ظهير (٣) ، عن السّدّي (٤) ، عن أبي صالح عن ابن عباس قال :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد بن المغيرة في سرية ـ قال : ومعه في السرية عمّار بن ياسر ـ إلى حيّ من قريش أو قيس حتى إذا دنوا من القوم جاءهم النذير فهربوا ، وثبت رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فقال لأهله : كونوا على رجل حتى آتيكم قال : فانطلق حتى دخل في العسكر فدخل على عمّار بن ياسر فقال : يا أبا اليقظان إنّي قد أسلمت وأهل بيتي ، فهل ذلك نافعي أم أذهب كما ذهب قومي قال :
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٠.
(٢) كذا في هذه الرواية : الأشتر ، وهو مالك بن الحارث النخعي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٤.
(٣) هو الحكم بن ظهير الفزاري ، أبو محمّد بن أبي ليلى ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٨٦.
(٤) هو إسماعيل بن عبد الرّحمن السدي.