وقال سعيد بن جودي [م ٨١](١) :
الدرع قد صارت شعاري فما |
|
أبسط ـ حاشاها ـ لتهجاع |
والسيف إن قصّره صانع |
|
طوّله يوم الوغى باعي |
وما كميتي لي بمستقصر |
|
إذا دعاني للّقا داع |
هذا الذي أسعى له جاهدا |
|
كلّ امرىء في شأنه ساع (٢) |
وأشعار الأبطال والكماة من الرجال لا تحصى في هذا المعنى لكثرتها ، ولا تخفى عن أحد لشهرتها ، لكن في ذكرها ما يبعث على الإقدام ، ويحمل على ورود مناهل الحمام.
قال هارون الرشيد :
نعم العون على الخير الشعر ، لقد رأيتني وأنا ببلاد الرّوم وقد ضاقت
__________________
(١) سعيد بن جودي ت ٢٨٤ ه ـ ٨٩٧ م : سعيد بن سليمان بن جودي بن إسباط بن إدريس السعدي من هوازن ، أبو عثمان أمير ثائر في الأندلس ، يعدّ من أدباء الملوك ، كان شجاعا بطلا جوادا خطيبا شاعرا ، ترأس القيسية بعد مقتل سوار بن حمدون سنة ٢٧٧ ه واستولى على حاضرة البيرة فأقطعه الأمير عبد الله بن محمد كورتها وقتله بعض أصحابه غيلة بسبب امرأة ـ كما في كتاب الحلّة السيراء ـ ويقول ابن حيان في «المقتبس» إنه استخف بأصحابه حتى دبّر عليه كبيران منهم حيلة قتلاه بها ونسبوه إلى أنه أسرّ الخلاف للأمير عبد الله وعزوا إليه أبياتا من الشعر جعلوها ذريعة إلى قتله منها :
يا بني مروان خلّوا ملكنا |
|
إنما الملك لأبناء العرب |
وقال : كان قيامه بأمر العرب سبع سنين ولم ينتظم لهم أمر بعده. وقال في موضع آخر : قتل غدرا وذلّت العرب بعد مقتله وهانت على المولدين المناضلين لهم بحاضرة البيرة. وانظر رثاء المقدم بن المعافى لسعيد بن جودي في نفح الطيب ٣ : ٥٣٨ ـ عن الأعلام ٣ : ٩٥.
(٢) الأبيات في شعره المجموع في كتاب «سعيد بن جودي السعدي الألبيري الأندلسي : سيرته ومجموع شعره ص ٨٧ ، ٨٨ نقلا عن الحلة السيراء ١ : ١٥٧ لابن الأبّار.