ولا تراهم وإن جلّت مصيبتهم |
|
مع الرجال على من مات يبكونا (١) |
ونركب الكره أحيانا فيفرجه |
|
عنّا الحفاظ وأسياف تواتينا (٢) |
وقال أبو زهير الحمداني (٣) :
وقد علمت بما لاقته منّي |
|
قبائل يعرب وابنا نزار |
أتيناهم بأرماح طوال |
|
تبشّرهم بأعمار قصار (٤) |
وقال أبو العشائر الحمداني (٥) :
أأخا الفوارس لو شهدت مواقعي |
|
والخيل بي تحت العجاجة تنحط |
لقرأت فيها ما تخطّ يد الوغى |
|
والبيض تشكل والأسنّة تنقط (٦) |
__________________
(١) يصف تعوّدهم للثكل ، وإلفهم المصائب والقتل ، وأن قلوبهم قد مرنت عليها حتى قست ، فلا يبكون مع البكاة على من قتل منهم. شرح المرزوقي ١ : ١٠٩.
(٢) يجوز أنه أراد بالسيوف رجالا كأنهم السيوف مضاء ونفاذا ، والأول أولى. وإنما يصف خطارهم بمهجهم وركوبهم المهالك ورميهم بأنفسهم المرامي المعطبة ، فيقول : إذا فعلنا ذلك في الوقت بعد الوقت وسعت المضايق عنا محافظتنا على الكرم وصبرنا على الشدائد واستعمالنا المطاوعة لنا ـ شرح المرزوقي ١ : ١٠٩ والأبيات في الكامل ٦٦.
(٣) أبو زهير الحمداني : قال ابن خالويه : أبو زهير المهلهل بن نصر بن حمدان أفرس العرب وأشعرها. له ذكر في كل موقف شريف. وله شعر مليح أكثره في مكاتبات الأمير أبي فراس. عن شرح ديوان أبي فراس لابن خالويه : ٨٧.
(٤) البيتان في يتيمة الدهر ١ : ١٠٤.
(٥) أبو العشائر الحمداني : قال ابن خالويه : أبو العشائر يحيى بن علي بن حمدان رحمهالله ، كبسته عساكر الإخشيدية مع يأنس المؤنسي وهو منصرف بأنطاكية من الميدان وأصابته نشابة في وجهه أخرج نصلها بعد أيام ، فشد في أوساطهم فلم يزل يضرب ويحتمي حتى تخلص وأسر وتوفي في الأسر ـ عن شرح ديوان أبي فراس ص ٨٩.
(٦) البيتان في يتيمة الدهر ١ : ١٠٤.