في امتثال الغازي أمر إمامه
وأمير عسكره وقائد جماعته
يجب على الغازي امتثال أمر إمامه أو أمير عسكره أو قائد جماعته ، وأن لا يخالفه في شيء من أمره ما استطاع ممّا يوافق سنّة في عمل أو تدبير في رتبة أو حيلة أو مكيدة على عدوّ أو نظر في بعث طليعة أو سرّية أو رائد أو حراسة لجانب أو كمين لغارة أو تجريد جريدة لشغل جهة أو جلب عير أو قوت أو غنيمة وأشباه ذلك من الوجوه التي للأمير النظر فيها ، قال الله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ) / [م ٢٢](وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(١) فقيل في أولي الأمر : إنّهم الولاة الأمراء ، قاله أبو هريرة وابن عباس وغيرهما (٢). وقيل : هم أصحاب السرايا.
وقال زيد بن أسلم : هم السلاطين.
وقال جابر (٣) / [س ٤٣] بن عبد الله : هم أهل العلم والفقه والخير
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٥٩.
(٢) النقل عن الأحكام السلطانية ٤٨ وفيه : وفي أولي الأمر تأويلان : أحدهما أنهم الأمراء ، وهذا قول ابن عباس رضوان الله عليه ، والثاني أنهم العلماء وهذا قول جابر بن عبد الله والحسن وعطاء.
(٣) جابر ١٦ ق. ه ـ ٧٨ ه ـ ٦٠٧ ـ ٦٩٧ م : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري السلمي ، صحابي ، من المكثرين في الرواية عن النبي (صلىاللهعليهوسلم). روى عنه جماعة من الصحابة ، له ولأبيه صحبة ، غزا تسع عشرة غزوة. وكانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يؤخذ عنه العلم. الإصابة ١ : ٢٢٢ برقم : ١٠٢٢ والأعلام ٣ : ١٠٤.