المواقف الصعبة والحروب الكبار فثبت إذ فرّ الكماة ، وأقبل إذ أدبر الأبطال الحماة ، كل شجاع سواه قد أحصيت له فرّة (١). وكلّ نجدة غيره قد حفظت عنه جولة ، وحضر ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قبل النبوّة حرب الفجار (٢) وهو ابن أربع عشرة سنة أو خمس عشرة فيما ذكر (٣).
وروي أنّه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال في ذلك : كنت أنبل على عمومتي إذ (٤) أردّ عليهم نبل عدوّهم إذا رموهم بها (٥).
قال ابن عمر رضياللهعنه : ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (٦).
وقال عليّ رضياللهعنه : إنّا كنّا إذا حمي النّاس واحمرّت الحدق اتّقينا برسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فما يكون واحد أقرب إلى العدوّ منه ، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو أقربنا إلى العدوّ ، وكان من أشدّ الناس يومئذ بأسا.
وقيل : كان الشجاع هو الذي يقرب منه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا دنا العدوّ لقربه منه.
__________________
(١) انظر أخبار فرار بعض الشجعان العقد ١ : ١٣٨ وما بعدها.
(٢) انظر في حرب الفجار : السيرة النبوية ١ : ١٢٤ والعقد الفريد ٥ : ٢٥١ وما بعدها.
(٣) انظر السيرة النبوية ١ : ١٢٤ والعقد ١ : ٢٥٣ وقد كانت حرب الفجار قبل مبعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بست وعشرين سنة. وقد شهدها النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو ابن أربع عشرة سنة مع أعمامه. عن العقد.
(٤) في السيرة : أي أردّ ...
(٥) السيرة النبوية ١ : ١٢٤ ، ١٢٥.
(٦) سنن الدارمي : المقدمة : الحديث برقم ٥٩ قال ابن عمر : ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله (صلىاللهعليهوسلم).