وقال عليهالسلام : إذا لقيتم العدوّ فشعاركم «حم. لا ينصرون» ، أي اللهمّ.
وقال سحنون : الشّعار من الأمر القديم.
قال ابن عباس : كان الشعار يوم بدر : يا منصور (١).
وعليه أن يتصفّح جيشه ، ويخرج من عنده تخذيل للمجاهدين أو عين للمشركين أو إرجاف بالمسلمين ، وقد ردّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن أبيّ ابن
__________________
(١) جاء في شرح السير الكبير ١ : ٧٤ برقم : ٥٩ : قال محمد رحمهالله : وينبغي أن يتخذ كل قوم شعارا إذا خرجوا في مغازيهم حتى إن ضل رجل عن أصحابه نادى بشعارهم ، وكذلك ينبغي أن يكون لأهل كل راية شعار معروف ، حتى إن ضل رجل عن أهل رأيته نادى بشعاره فيتمكن من الرجوع إليهم ، وليس ذلك بواجب في الدين ، حتى لو لم يفعلوا لم يأثموا ، ولكنه أفضل وأقوى على الحرب ، وأقرب إلى موافقة ما جاءت به الآثار على ما روي عن سنان ابن وبرة الجهني قال : كنا مع رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) في غزوة المريسيع وهي غزاة بني المصطلق ، وكان شعارنا : يا منصور أمت.
قال السرخسي : معناه قد ظفرت بالعدو فاقتل من شئت منهم ، وهذ كان شعار النبي (صلىاللهعليهوسلم) يوم بدر ، وكان شعاره يوم أحد : أمت أمت.
قال محمد : وعن عائشة رضياللهعنها قالت : جعل رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) شعار المهاجرين : يا بني عبد الرحمن. والخزرج يا بني عبد الله. والأوس : يا بني عبيد الله. وقال لهم رسول الله ليلة في حرب الأحزاب : إن بيتم الليلة فشعاركم : حم. لا ينصرون.
وكان شعارهم يوم حنين : يا أصحاب سورة البقرة وبه ناداهم رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) حين ولّوا منهزمين فقال : يا أصحاب سورة البقرة! إليّ أنا عبد الله ورسوله سائر اليوم. وجعل يتقدم في نحر العدو ، فرجع إليه المسلمون حين سمعوا صوته.
وفي رواية : كان شعارهم يومئذ : حم لا ينصرون. فلما ثاب المسلمون ـ أي رجعوا إليه ـ تولّى المشركون. فقال رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) : انهزموا وياسين. قال السرخسي : فالحاصل أن الشعار هو العلامة ، فالخيار في ذلك إلى إمام المسلمين ، إلا أنه ينبغي له أن يختار كلمة دالة على ظفرهم على العدو بطريق التفاؤل. فقد كان رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) يعجبه الفأل الحسن.
قلت : وقد ورد في شرح السيرة النبوية ٢ : ٨٩٠ أن رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) كان يقول يوم حنين : يا معشر أصحاب السّمرة.