والتحريض من أفعال البرّ ، وأعمال الخير ، وأسباب الثبوت عند اللقاء ، ومن باب التعاون على البرّ والتّقوى ، وكان يقال : محرّض واحد خير من مئة مقاتل.
وروي أنّ عمر بن الخطاب رضياللهعنه أعطى الخطباء والشعراء أعطياتهم وأمرهم أن يلحقوا بجيوش المسلمين بالشّام ليحرّضوا ويحضّوا.
ويجوز للإمام أن يعرّض للشهادة من الرّاغبين فيها من يعلم أنّه إن قتل في المعركة أثار أحد أمرين :
١ ـ إمّا تحريضا للمسلمين على القتال حميّة له.
٢ ـ وإمّا تخذيلا للمشركين بالجرأة عليهم في نصر الدين.
ومما ذكر من التحريض ما روي أنّ عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه سمع يحرّض الناس وهو يقول : عباد الله ، اتّقوا الله وغضّوا الأبصار واخفضوا الأصوات وأقلّوا الكلام ووطّنوا أنفسكم على المنازلة والمبارزة والمعانقة والمكادمة واثبتوا ، (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(١)(وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(٢) ، اللهمّ ألهمهم الصبر وأنزل عليهم النصر / [س ٥٨] وأعظم لهم الأجر.
وسمع في حرب يقول لأصحابه :
أما تخافون مقت الله ، حتّى متى؟! ثمّ انفتل إلى القبلة فرفع يديه فقال :
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٤٥.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٤٦.