وقال عبد الله بن المعتزّ (١) :
يا ربّ حرب تخطّيت القنا قصدا |
|
فيها وخضت المنايا ثمّ لم أخم |
بحيث تستكره الأبطال موقفها |
|
ويحرز النفس غرب الصّارم الخذم |
إذ لا ظلال لنا إلا صوارمنا |
|
ولا مشارب إلّا من حياض دم |
أنتاب ثمّ المنايا في مواطنها |
|
حتّى تنال يدي أفعال منتقم |
فسل قنا الخطّ هل روّيت أكعبه |
|
من الدّماء غداة الجحفل النّهم |
لصرف أركان صرف الدهر أيسر من |
|
صرفي غداة الوغى عن منتهى قدم |
ولي حسام يهاب الدهر شفرته |
|
أمضى وأعضب من حدّيه عضب فم |
تأبى لي الذمّ كفّ غير جامدة |
|
يغنيك عارضها عن عارض الدّيم |
وقال أبو فراس الحمداني (٢) :
__________________
(١) عبد الله بن المعتز ٢٤٧ ـ ٢٩٦ ه ـ ٨٦١ ـ ٩٠٩ م : عبد الله بن محمد المعتز بالله بن المتوكل ابن المعتصم بن الرشيد العباسي ، أبو العباس ، الشاعر المبدع ، خليفة يوم وليلة ، ولد في بغداد وأولع بالأدب وصنّف كتبا كالبديع وطبقات الشعراء ، آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي وكان طفلا فبايع القواد ابن المعتز ، لكن غلمان المقتدر وثبوا به فخلعوه وسلّموه إلى مؤنس فخنقه. وله ديوان شعر كبير. الأعلام ٤ : ١١٨ ـ الأغاني ١٠ : ٣٧٤.
(٢) أبو فراس ٣٢٠ ـ ٣٥٧ ه ـ ٩٣٢ ـ ٩٦٨ م : الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي أبو فراس الحمداني ، أمير ، شاعر فارس ، وهو ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة قاتل بها بين يدي سيف الدولة. وكان سيف الدولة يحبه ويجلّه ويستصحبه في غزواته ويقدّمه على سائر قومه ، وقلّده منبجا وحرّان وأعمالها فكان يسكن بمنبج (بين حلب والفرات) ويتنقل في بلاد الشام ، وجرح في معركة مع الروم فأسروه سنة ٣٥١ ه فامتاز شعره في الأسر برومياته ، وبقي في القسطنطينية أعواما ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
بعد وفاة سيف الدولة تملك حمص وسار ليتملك حلب فقتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة في صدد على مقربة من حمص ـ عن الأعلام ٥ : ١٥٥.
والأبيات التي أوردها صاحب تحفة الأنفس هي أبيات مختارة من قصيدة لأبي فراس تبلغ أربعين بيتا وأولها : ـ