العوّام ، والمقداد بن الأسود فيمن سواهما مددا لعمرو بن العاص ، وكان الفتح ، ويقال أنّ محرابه اللطيف الذي بجانبه الشرقيّ قديم ، وأنّ تحت حائطه الشرقيّ قبر عامر الذي كان أوّل من دفن بالقرافة ، ومحراب مسجد الفتح منحرف عن خط سمت القبلة إلى جهة الجنوب انحرافا كثيرا ، كما ذكر عند ذكر محاريب مصر من هذا الكتاب ، واستشهد يومئذ جماعة دفنوا في مجرى الحصا ، فكان يرى على قبورهم في الليل نور.
مسجد أمّ عباس جهة العادل بن السلار
هذا المسجد كان بجوار مصلّى خولان بالمغافر غربيّ المقابر ، بنته بلاوة زوج العادل بن السلار سلطان مصر ، في خلافة الظافر سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، على يد المعروف بالشريف عز الدولة الرضويّ بن القفاص ، وكانت بلاوة مغربية ، وهي أمّ الوزير عباس الصنهاجيّ الباديسيّ وقد دثر هذا المسجد.
مسجد الصالح
هذا المسجد كان بخط جامع القرافة المعروف بجامع الأولياء ، عرف بمسجد بني عبيد الله ، وبمسجد القبة ، وبمسجد العزاء ، والذي بناه الصالح طلائع بن رزيك وزير مصر ، وكان في أعلاه مناظر وعمارته متقنة الزيّ ، وأدركته عامرا إلى ما بعد سنة ثمانمائة.
مسجد وليّ عهد أمير المؤمنين
هو الأمير أبو هاشم العباس بن شعيب بن داود المهديّ ، أحد الأقارب في الأيام الحاكمية ، كان إلى جانب مسجد الصالح ، وبجانبه تربته ، وكان المسجد من حجر وبابه محمول على أربع حنايا ، وتحت الحنايا باب المسجد ، وفي شرقيه أيضا أربع حنايا ، وكانت دار أبي هاشم هذا بمصر دار الأفراح ، ومن ولده الشريف الأمير الكبير أبو الحسن عليّ ابن الأمير عباس بن شعيب بن أبي هاشم المذكور ، ويعرف بالشريف الطويل وبالنباش.
مسجد الرحمة
هذا المسجد كان في صدر القرافة الكبرى بالقرب من تربة ركن الإسلام محمود ابن أخت الملك الصالح طلائع بن رزيك. قال الكنديّ : ومنها مسجد القرافة ، وهو بنو محصن بن سيف بن وائل بن الجيزيّ ، قبليّ القرافة على يمينك إذا أممت مسجد الأقدام ، مقابله فسقية صغيرة ، وله منارة ، يعرف بمسجد الرحمة ، وعرف هذا المسجد بأبي تراب الصوّاف وكيل الجهة التي بنت مسجد الأندلس ورباطه ، ومسجد رقية. وأبو تراب هذا تولى بناءه ، وكان يقوم بخدمته الشيخ نسيم ، وأبو تراب هو الذي أخرج إليه ولد الآمر في قفة من خوص ، فيها حوائج طبيخ من كرّاث وبصل وجزر وهو طفل في القماط في أسفل