فقلت له : أي شيء من فضله؟ فقال : تعرفه؟ فقلت : أنا أقرب الناس اليه في المعرفة ، فقال جاءنا الخبر من الشيخ أبي الفرج من سرنديل (؟) أن الشيخ أبا عمر قطب من سنة ونصف قال فمضيت الى مكة. وحدثنا الشيخ ربيع فقال : هو أحق الناس بذلك ، وقال بعض الصالحين : أقام ابو عمر في القطابة ست سنين ، وكان لا يسمع بشيء منكر الا اجتهد في تغييره حتى قال بعض ملوك الشام : هذا الشيخ شريكي في ملكي ، وكان من هيبته اذا دخل المسجد لا يجسر أحد أن يرفع صوته بحديث ولا غيره ، واذا أمر بشيء لا يحسن أن يخالفه ، واذا عبر في طريق هرب الصبيان منه. واذا دخل سوقا يريد أن يشتري شيئا يعطاه بغير ثمن من محبة الناس له وكان ليس بالطويل ولا بالقصير أزرق العينين وليس بالكثير ، يميل الى الشقرة كث اللحية نحيف الجسم.
وكان أول زوجاته أم عمر فاطمة عمة الحافظ الضياء وكانت أكبر سنا منه ، وبقيت حتى كبرت وأقعدت ، وماتت قبل موته بأعوام وولدت له عمر وخديجة وآمنة [ص ١٩٠] وأولادا ذكورا واناثا ماتوا صغارا.
وتزوج عليها طاوس من بيرة العرب بأرض بيت المقدس وولدت له ابنتين وماتتا وهي في حياته.
ثم تزوج أم عبد الله فاطمة بنت أبي المجد من دمشق وولدت له عبد الله وزينب وماتت في حياته وحياة أم عمر.
ثم تزوج أم عبد الرحمن آمنة بنت أبي موسى فولدت له أولادا عاش منهم حتى كبر أحمد وعبد الرحمن وعائشة وحبيبة وخديجة الصغرى ومن شعره :
ألم يك منهاة عن الزهو أنني |
|
بدا لي شيب الرأس والضعف والالم |