الكردي أنه قال : حججت مع ابوي فلما كنا بأرض الحجاز وسار الركب في بعض الليالي وكان أبواي راكبين في محارة ، وكنت أمشي تحتها فحصل لي شيء من القولنج ، فعدلت الى مكان وقلت : لعلي أستريح ثم ألحق الركب ، فنمت فلم أشعر بنفسي الا والشمس قد طلعت ولم ادر كيف اتوجه ، فتفكرت في نفسي وفي ابوي فانه لم يكن معهما من يخدمهما ولا من يقوم بشأنهما غيري ، فبكيت عليهما وعلى نفسي ، فبينما أنا أبكي اذ سمعت قائلا يقول : ألست من أصحاب الشيخ ابي بكر بن قوام ، فقلت بلى والله ، فقال سل الله به فانه يستجاب لك ، فسألت الله به كما قال ، فو الله ما استتم الكلام الا وهو واقف عندي وقال لا بأس عليك ، ووضع يده على عضدي وسار بي سيرا رفيقا وقال هذا جمل ابويك فسمعتهما يبكيان علي ، فقلت لا بأس عليكما ، وأخبرتهما بما وقع لي.
وعن الشيخ اسماعيل ايضا انه قال : كنا جلوسا مع الشيخ أبي بكر في تربة الشيخ رافع رضياللهعنه ونحن ننظر الى الفرات [ص ١٨٤] اذ لاح على شاطىء الفرات رجل فقال الشيخ اترون ذلك الرجل الذي على شاطيء الفرات؟ فقلنا نعم ، فقال : انه من أولياء الله تعالى ، وانه من أصحابي ، وقد قصد زيارتي من بلاد الهند بعد ان صلى العصر في منزله ، وقد زويت له الارض ، فخطا من منزلة خطوة الى شاطيء الفرات وهو يمشي من الفرات الى هنا تادبأ منه معي ، وعلامة ما أقول لكم أنه يعلم اني في هذا المكان فيقصده ولا يدخل البلد ، فلما قرب من البلد عرج عنه وقصد المكان الذي فيه الشيخ والجماعة فجلس (١) وسلم وقال : يا سيدي أسألك أن تأخذ علي العهد أن أكون من اصحابك ، فقال : له الشيخ : وعزة المعبود أنت من أصحابي ، فقال الحمد لله ،
__________________
(١) في الاصل : فجالي.