كثيرة أن خير البلاد في الفتن الشام. أخرج أحمد في مسنده وغيره من حديث أبي الددراء قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (بينا أنا نائم اذ رأيت عمود الكتاب استل من تحت رأسي فظننت انه مذهوب به ، فأتبعته بصري ، فعمد به الى الشام ، الا وان الايمان حين تقع الفتن في الشام).
وأخرجه أبو القاسم الرازي في فوائده ، ومحمد بن يعقوب بن الاصم في كتابه من حديث عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (اني رأيت عمود الاسلام انتزع من تحت وسادتي فنظرت فاذا هو نور ساطع عمد به الى الشام) ، وقد ورد ما هو أخص من ذلك ، وهو ان خيارها غوطة الى جانب دمشق.
أخرج أحمد في مسنده وغيره من حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : (فسطاط المسلمين يوم الملحمة الغوطة الى جنب مدينة يقال لها دمشق) ، وخرجه الحاكم ولفظه (خير مدائن المسلمين).
والغوطة قال الجوهري : بالضم موضع بالشام كثير الماء والشجر وهو غوطة دمشق ، وقال بعض أهل اللغة : هي الوادي المتسع ، وقال بعضهم : هو المكان المطمئن.
فعلى هذا الغوطة اما أن تكون اسما لما كثر به الماء والشجر حول دمشق وليس بلد حولها اكثر أنهارا وأشجارا من الصالحية ، واما أن تكون اسما لجميع ما حول دمشق من البلاد الكائنة في واديها المتسع والمكان المطمئن فالصالحية داخلة فيه بل هي احق بذلك لان بعض العلماء قال ان عمود الكتاب (١) المذكور في الحديث أولا نصب بسفح جبل قاسيون.
على أن الحافظ أبا عبد الله البخاري أخرج في صحيحه عن
__________________
(١) انظر تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد ١ / ٩١ تر احاديث عدة عن عمود الكتاب والاسلام.