الفروع فذكر مرة [مسألة] فقال صاحب الفروع : يا مولانا قاضي القضاة في المسألة قول [آخر] ، فقال : اسكت هذا القول أسود مثل وجهك ، فسكت فلما فرغ الدرس قام فخرج فرؤي عند المصطبة السلطانية ، فقال له من لقيه : الى أين؟ قال : الى البيت قال : وأين البيت؟ فرده ، وحصل له ذلك من الغيظ الذي حصل له في الدرس.
ومنها ما قال شيخنا (أنا) والدي أن الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية كان اذا بحث معه في مسألة يقول له : ست العيش أرخي نقابك فيسكت ولا يعود يتكلم ، وأن الشيخ شمس الدين بن عبد الهادي لما كان يثبت معه في البحث ربما تنخم وبصق في وجهه فيمسحه بيده ويقول : طاهر بإجماع المسلمين ، هات ان كان معك شيء ، وبلغنا عنه أنه لقيه مرة السبكي الكبير فقال له : يا مولانا لما رأينا كم من بعيد حسبناكم يهودا ،
فقال : لكنا لما رأيناكم حسبناكم مسلمين ، فسقط في يد السبكي وندم على ما قال له.
ويقال ان أعجميا قدم دمشق فجعل يمتحن العلماء بمسائل عقلية ويقول : مات العلماء ، فذكر له ، فقال : اجمعوا بيني وبينه ، فجمع بينهما في ضيافة ، فسأل ابن قاضي الجبل عن مسألة متعلقة بالامور العقلية ، فلما سأله عنها ، قال له : وأيش أوصلك أنت الى هذه المسألة فقال : كيف ذلك؟ فقال : يا شيخ حتى نعرف أولا ان كنت تعرف تتطهر أم لا؟ ثم قال له : اذا كان رجل في برية وبال وليس عنده غير احجارها اذا اراد أن يستجمر هل يأخذ ذكره بيمينه والاحجار بيساره او بالعكس؟ فسكت فلم يدر ما يقول ، فقال له ما تقول : هذه مسألة هينة ثم جعل يوبخه ويقرق عليه ويقول : هذا الذي تقولون عنه انه يقول : مات العلماء ، والله هذا مسكين ما يعرف يستجمر ، حقا يا شيخ انك أنت قلت شيئا من ذلك ، لا والله هذا ما يقول شيئا من هذا ، الى أن بلغ منه غايته ،