واربعين وثمانمائة : وفي يوم الاحد خامس عشر ربيع الاول منها توفي الامير ناصر الدين محمد بن ابراهيم بن منجك احد الامراء بدمشق وصلي عليه بجامع تنكز فانه توفي بالمنيبع وكانت جنازته حافلة حضرها النائب والامراء وغالب اهل دمشق ومبارك شاه قاصد شاروخ ملك العجم ثم حمل الى تربته التي انشأها بجسر الفجل بميدان الحصا فدفن بها وكان ذا عقل تام ودين وافر له المآثر الحسنة منها انه عمر جامعا لصيق تربته المذكورة وجامعا آخر بمنطقة مسجد القصب خارج سور دمشق ، وبمدرسة ابي عمر الجانب الشرقي منها وجاء في غاية الحسن وبدرب الحاج بركة تبوك ، واجرى على الفقراء والارامل صدقات كثيرة وكان مغرما بالاصطياد بالجوارح ماهرا في ذلك ثم انه حج ولما وصل الى المدينة الشريفة في الطلعة أراد المقام بها والتخلف عن الحج لمرض اعتراه واستمر متمرضا الى ان عاد فأوصى الى كاتبه ابن عبد الرزاق وجعل النظر في ذلك للقاضي عظيم الدولة زين الدين عبد الباسط ، وخلف مالا كثيرا وترك ولدا اسمر من جارية [ص ٧٤] حبشية اسمه ابراهيم انتهى.
[زيادة ابن ابي عمر ويلبغا وابن عبد الرزاق]
ثم زاد فيها جماعة منهم ولد الشيخ ابو الفرج بنى الميضأة في جهة القبلة وبنى فوقها خلاوي ويلبغا زاد الساباط الذي على الطريق عند باب المدرسة الغربي ، وشهاب الدين بن عبد الرزاق بنى المدرسة الجديدة. قال شيخنا الجمال ابن المبرد وأنا اذكر وقت بنائها ، ويقال انه رؤي الشيخ في النوم فقيل له عن هذه الزيادة فأشار بها انتهى.