فأخذت ـ وقال ابن السّمرقندي : ثم أخذت ـ برمّته ، فقدمته إليهن فقال :
أسلم حبيش على نفاد العيش
ثم قال : إنّي رأيتك في حديث يوسف :
ألم (١) يك حقّا أن ينوّل عاشق |
|
يكلّف إدلاج السّرى والودائق |
أرأيتكم إن طالبتكم فوجدتكم |
|
بحلية أو ألفيتكم بالخوانق |
فلا ذنب لي ، قد قلت إذ أهلنا معا |
|
أثيبي بودّ قبل إحدى الصفائق |
أثيبي بودّ قبل أن يشحط النّوى |
|
وينأى الأمير بالحبيب المفارق |
فإنّي لأسر لدي أضعته |
|
ولا راق عيني بعد وجهك رائق |
على أن ما ناب العشيرة شاغل |
|
عن اللهو إلّا أن تكون بوائق (٢) |
قالت : وأنت فحييت عشرا ، وسبعا وترا ، وثماني تترى ، ثم قدمناه فضربنا عنقه.
قال ابن إسحاق (٣) : فحدّثني أبو فراس بن أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ من قومه شهدوا مع خالد قالوا : فلما قتل قامت إليه فما زالت ترشفه (٤) حتى ماتت عليه.
انتهت رواية ابن السّمرقندي ـ وزاد يوسف : قال ابن إسحاق : وحدّثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سرية إلى إضم ، قال : فلقينا عامر بن الأضبط فحيّانا بتحية الإسلام ، فحمل عليه المحلّم بن جثّامة فقتله وسلبه ، فلما قدمنا جئنا بثيابه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأخبرناه ، فنزلت هذه الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا)(٥).
قال ابن مندة : ورواه محمد بن سلمة ، ويحيى الأموي ، عن ابن إسحاق مثله ، ورواه أبو خالد الأحمر ، عن ابن إسحاق ، فقال : عن القعقاع بن عبد الله ، عن أبيه.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، نا أبو خالد
__________________
(١) كذا ورد هذا البيت بالأصل وم مقدما ، وحقه أن يؤخر إلى ما بعد الثاني.
(٢) في هذا البيت والذي قبله إقواء.
(٣) الخبر في ابن هشام ٤ / ٧٦.
(٤) ابن هشام : تقبّله.
(٥) سورة النساء ، الآية : ٩٤.