مكتوب : يا حاسدا ، أتعبت نفسك واستعجلت الغمّ لروحك. وأضعفت قوتك. عشت محسورا ، ومتّ مذبولا. وعلى الحجر الشرقي (من) الفصيل في الخضراء : احتفظ بما في يدك وإن قلّ ، يصونك عن ابذال (؟) جاهل ، ونظف لباسك تكثر هيبتك ، وإيّاك ومخالفة الجماعة فيما يهوونه تتخذهم لك أعداء وإذا غلبك أمر فاعتزل. واحذر أن يكثر غرماؤك لك. وعليك تفتقر ، ولا تحرص فيما لا تناله تستجهل ، واقصد ما يعينك ترشد ، واحذر الأحمق تسلم. والملك القديم يعينك على ذلك. قال : وعلى حجر آخر خارج الحصن مما يلي نهر بردى وهو اليوم في دار ماخور مكتوب : أسست هذه المدينة على الحصا ، وظهر في أكثر أمكنة منها الماء ، وجعلت أبوابها النحاس ، وتحصنت فيها من الأعداء فوجدت فيها يوما إنسانا لا أعرفه ولا عرفه أحد من أهلها ، فكلمناه فلم نعرف لسانه ولا عرف لساننا ، وإذا هو غريب عنها قد دخل إليها ولم يعلم به ، فجعلت في نفسي أن الغريب يملكها. فيا ليت مخبرا يخبرني (كيف يكون حالها ، أتبقى عليهم) أم يطردون عليها. وعلى حجر آخر من خارج الزاوية (الغربية مكتوب : ادخل أو مرّ ، ادخل أو مرّ يا) غريب تغنم ، اترك التعدي تسلم ، لا تشمخ (فتندم. وعلى حجر) مكتوب في قناطر المزّة وحافات القناة مكتوب فيه : لا تتعرض لما لا تعرفه تتعب فيما تعرفه ، اتبع الرئيس فيما يأمرك به تنج من الخطأ. الظالم على الأرض ثقيل لا تتخذه لك أخا. تباعد من الشر ولا تدخل فيه ، التجارب محمودة العاقبة. بهذا أخبرنا الديّان الأكبر. وعلى حجر مكتوب وهو اليوم في عقبة الصوف : العبد الصالح المجتنب للخطايا يحذر فتنة العبد الخاطئ. لأنا وجدنا في كثير من التجارب أن الخطيئة إذا نزل عقابها من الملك حلت بالخاطىء وبمن قرب منها ، فتباعد من الشر تقترب من الخير.
٣٢٠٠ ـ عبد الله بن بريدة بن الحصيب
أبو سهل الأسلمي (١)
حدّث عن : أبيه ، وابن عمر ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس ، وأبي
__________________
(١) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٦ وتهذيب التهذيب ٣ / ١٠٥ وميزان الاعتدال ٢ / ٣٩٦ وشذرات الذهب ١ / ١٥١ وأخبار القضاة لوكيع ٣ / ٣٠٦ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٣٩٣ وسير الأعلام ٥ / ٥٠ والوافي بالوفيات ١٧ / ٨٤.
وانظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.