شكي (١) إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه صاحب مزاح وباطل ، فقال : «اتركوه فإن له بطانة تحبّ (٢) الله ورسوله» ، وكان رمي على قيسارية فوقذوه (٣) ، فأفاق وهو في أيديهم فبعثوا به إلى طاغيتهم بالقسطنطينية ، فقال : تنصّر وأنكحك ابنتي وأشركك في ملكي ، فأبى ، قال : إذا أقتلك ، قال : فضحك ، فأتي بأسارى فضرب أعناقهم ، ومدّ عنقه قال : اضرب ، ثم أتي بآخرين فرموا حتى ماتوا ونصبوه ، فقال : ارموا ثم أتي بنقرة نحاس قد صارت جمرة ، فعلّق رجلا ببكرة ، فألقي فيها ، ثم جرد بسفّود فخرج عظامه من دبرها ، فعلّقوا رجلين قبله ، ثم علّقوه ، فقال : القوا ، القوا ، فقال : اتركوه ، واجعلوه في بيت ومعه لحم خنزير مشوي ، وخمر ممزوج ، فلم يأكل ولم يشرب ، وأشفقوا أن يموت ، فقال : أمّا إنّ الله عزوجل قد كان أحلّه لي ، ولكن لم أكن لأشمتك بالإسلام ، قال : قبّل رأسي وأعتقك ، قال : معاذ الله ، قال : وأعتقك ومن في يدي من المسلمين ، قال : أما هذه فنعم ، فقبّل رأسه ، فأعتقهم ، فكان [يعير](٤) بعد ذلك ، فخبر بالخبر (٥).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، قال : وبلغني أنه مات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان (٦).
٣٢٣٨ ـ عبد الله بن حرام بن سعد
من أقران مكحول.
سمع واثلة بن الأسقع ، له ذكر في حديث تقدم [في فضائل الشام](٧).
__________________
(١) بالأصل وم : «شكا» والصواب ما ارتأيناه.
(٢) بالأصل مهملة بدون نقط ، وفي م : «يحب» والصواب ما أثبت.
(٣) بالأصل وم : «وقدوه» والصواب ما أثبت بالذال المعجمة ، أي ضربوه حتى أغمي عليه ، كما في اللسان وقذ.
(٤) سقطت من الأصل وم وأضيفت عن المطبوعة.
(٥) ونقل الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن عائذ ٢ / ١٥ القصة وفيها أنه : أطلق له ثلاثمائة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا.
ويرجح الذهبي أنه : لعل هذا الملك قد أسلم سرا ، ويدل على ذلك مبالغته في إكرام ابن حذافة.؟!.
(٦) مات في حدود الثلاثين في خلافة عثمان ، قاله في الوافي بالوفيات ١٧ / ١٢٦.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م ، وفي المطبوعة : تقدم في أبواب فضائل الشام ، راجع كتابنا «تاريخ ابن عساكر» المجلد الأول.