يزيد بن خالد ، حدّثني الليث عن بكير ـ هو ابن الأشجّ ـ عن إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد أنه قال :
تزوج جدي عبد الله بن أبي حدرد امرأة بأربعة أواق ، فأخبر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لو كنتم تنحتون من قباء ، جبل ـ أو قال : من أحد ـ ما زدتم على ذلك ، عندنا نصف صداقها» ، قال عبد الله : فانطلقت فجمعتها فأدّيتها إلى امرأتي ، ثم أنبأت بذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «ألم أكن قلت لك عندنا نصف الصّداق ، فلعلك إنّما فعلت ذلك لما كان من قولي» ، فقلت : لا يا رسول الله ، وما كان بي إلّا ذلك [٥٨٢٥].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل (١) ، حدّثني أبي ، نا يعقوب ـ يعني ابن إبراهيم بن سعد ـ نا أبي ، عن عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، عن جدته ، عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوّج امرأة فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعينه في صداقها ، فقال : «كم أصدقت؟» قال : قلت : مائتي درهم ، قال : «لو كنتم تعرفون الدّراهم من واديكم هذا ما زدتم ما عندي ما أعطيك» ، قال : فمكث (٢) ثم دعاني رسول الله صلىاللهعليهوسلم فبعثني في سرية بعثها نحو نجد ، فقال : «أخرج في هذه السّرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلّكه» ، قال : فخرجنا حتى فجئنا (٣) الحاضر ممسين ، قال : فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين ، قال : فأحطنا بالعسكر ، وقال : إذا كبّرت وحملت فكبّروا واحملوا ، وقال حين بعثنا رجلين رجلين : لا تفترقا ، ولا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه ، فلا أجد عنده ، ولا تمنعوا في الطلب ، قال : فلما أردنا أن نحمل سمعت رجلا من الحاضر صرخ : يا خضرة ، قال : فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة ، فلما أعتمنا كبّر أميرنا وحمل ، وكبّرنا وحملنا ، قال : فمرّ بي رجل في يده السيف ، فاتبعته ، قال : فقال لي صاحبي : إنّ أميرنا قد عهد إلينا أن لا نمعن في الطلب ، فارجع ، فلما أبيت إلّا أن أتبعه ، قال : والله لترجعن أو لأرجعن إليه فلأخبرنّه أنك أبيت ، قال : فقلت : والله
__________________
(١) الحديث في مسند الإمام أحمد ٩ / ٢٣٣ رقم ٢٣٩٣٨.
(٢) في المسند : فمكثت.
(٣) المسند : حتى جئنا.