فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا |
|
إنّ الثلاث توفّين الثّمانينا |
فعاش حتى بلغ تسعين سنة فقال (١) :
أليس ورائي ، إن تراخت منيّتي |
|
لزوم العصا تحنى عليها الأصابع |
أخبّر أخبار القرون التي خلت (٢) |
|
أدبّ كأني كلّما قمت راكع |
فعاش حتى بلغ مائة سنة وعشر سنين فقال :
أليس في مائة قد عاشها رجل |
|
وفي تكامل عشر بعدها عمر |
فعاش حتى بلغ عشرين ومائة سنة ، فقال (٣) :
وقد سئمت من الحياة وطولها |
|
وسؤال هذا الناس كيف لبيد |
ورأيت عنده ابنا (٤) له فقلت له : يا أمير المؤمنين إنّي لأذكر به ما قال الشاعر ، قال : وما قال؟ قلت :
هذا غلام حسن وجهه |
|
مستقبل الخير سريع التّمام |
للحارث الأكبر والحارث الأصغر |
|
والحارث الأعرج خير الأنام |
ثم لهند وابن هند وقد |
|
أسرع في الخيرات منه كرام (٥) |
فطابت نفسه ، فقال : ما أعلمك يا شعبي ، ووجهني إلى ملك الروم ، فلمّا كلمني قال : أنت أحق بموضع صاحبك منه ، فقلت : على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني ، فقال : هذا من عقلك ، ثم قال : يا شعبي أريد أن أسألك عن ثلاث خلال ، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس ، قلت : سل ، قال : حتى تخرج وأشيعك وأسألك عنهن فتمضي وليس في نفسي منهن شيء ، فلما شيّعني قلت : سل عن الثلاث خلال ، فقال : يا شعبي لكم مثل؟ قلت : نعم ليس في الأرض مثل مثله ، قال : وما هو؟ قال : قلت : إذا لم تستح (٦) فاصنع ما شئت ، قال : حسبك ما سمعت بهذا المثل قط ، قال : يا شعبي لما
__________________
(١) البيتان في ديوان لبيد ص ٨٩ من قصيدة يرثي أخاه أريد.
(٢) الديوان : مضت.
(٣) ديوان لبيد ص ٤٦.
(٤) عن م وبالأصل «ابن» خطأ.
(٥) مرّت هذه الأبيات قريبا للنابغة الذبياني ، وانظر ما مرّ بشأن البيت الثاني.
(٦) بالأصل وم : «تستحي».