٣٠٢١ ـ عاصم بن محمّد بن بحدل الكلبي (١)
ذو قدمة في اليمن ، وتقدّم ، وكان على جند أهل دمشق في غزو بعض الصوائف ، وكان رأسا على اليمن في بعض حروب أبي الهيذام ، وذلك يوم أتوا دمشق من باب كيسان ، فظفر بهم أبو الهيذام ، فهرب عاصم حتى لحق ببغداد.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره ، قالوا : أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا ابن عائذ ، أخبرني الوليد بن مسلم.
أنه ولى عبد الكبير ـ يعني ابن عبد الحميد ـ الصّائفة ـ يعني في خلافة المهدي ـ على أربعين ألفا من أهل الشام والجزيرة والموصل ، فكان على أهل فلسطين محمّد بن زيادة اللّخمي ، وعلى أهل الأردن : عاصم بن محمّد من أهل الأردن ، وعلى أهل دمشق : عاصم بن بحدل الكلبي ، وعلى أهل حمص : عبد الرّحمن بن يزيد الكندي ، وعلى أهل قنّسرين ، وعلى أهل الجزيرة : ابن مدحرج الربعي ، وعلى أهل الموصل : ابن العراهم الأزدي من السّحّاج (٢) وأنه نزل دابق ، وذكر الحديث بطوله.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، وذكر أنه أفاده إيّاه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المرّيّين لعاصم :
يا كلب سيري سيرة العروس |
|
وأثخني بالضّرب في الرّؤس |
سيري إلى قيس بلا تخميس |
|
فقد أطاعوا الأمر من إبليس |
وقال أبو الهيذام :
قتلت ببرز منكم ألف فارس |
|
وألفا وألفا قاتلوا كلّ حاسب |
غداة أتانا عاصم في جنوده |
|
وقد عبّأ الجبنا حماة الكتائب |
فلمّا رآني صدّع الخوف قلبه |
|
ونجّاه سرحوب كريم المناسب |
وما ردّ وجه البحدلي مشرّفا |
|
سوى باب بغداد كأسرع هارب |
ولو ثقفته عصية مضريّة |
|
غلاظ رقاب الهام شوس الحواجب |
__________________
(١) مرّ في بداية تراجم «عاصم» باسم : عاصم بن بجدل الكلبي.
(٢) بالأصل وم : الشجاج ، والمثبت عن المطبوعة.