وراق (١) أحمد بن حنبل أنه قال : لو لا خلف بين أصحاب عاصم لما وسع أحد أن يقرأ بغير قراءته ، فقال لي : ويحك ، إنما أردت أن أرفعه عن القرّاء ، وأجعله في طبقات العلماء ، لأن من علمه جاء الخلف عنه لأنه كان عارفا باللغة والعربية ، فكان من قرأ عليه بما يجوز تركه ولم يردد عليه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : وأبو نصر محمّد بن الحسن ـ قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد بن صالح ، حدّثني أبي (٢) قال : عاصم بن أبي النّجود ـ وهو ابن بهدلة ـ وهو أحد (٣) مقرئي الكوفة ، وقدم البصرة ، فأقرأهم ، قرأ عليه سلّام أبو المنذر ، وكان عثمانيا ، وكان الأعمش قرأ عليه في حداثته ، ثم قرأ الأعمش على يحيى بن وثاب (٤) ، فقال له عاصم : ما هذه القراءة ، أليس إنما قرأت عليّ؟ فقال الأعمش : بلى ، ولكني انتجعت وأحدثت (٥).
قال : وحدّثني أبي ، قال : عاصم بن [أبي](٦) النّجود الأسدي ، وأهل البصرة يقولون : ابن بهدلة ، وهو ابن أبي النّجود ، كان صاحب سنّة وقراءة للقرآن (٧) ، وكان ثقة رأسا في القراءة ، ويقال : إن الأعمش قرأ عليه وهو حدث ، وكان عاصم يقول للأعمش : لقد كنت (٨) بعدي ، ولقد حمقت بعدك ، فكان الأعمش يقول له : انتجعت وأجدبت (٩) ، وكان ثقة في الحديث ، ولكن يختلف عنه في حديث زرّ وأبي وائل.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنا أبو البركات بن طاوس ، أنا
__________________
(١) عن م وبالأصل «ودان».
(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٣٩.
(٣) في ثقات العجلي : أجلّ مقرئ بالكوفة.
(٤) عن م والعجلي ، وبالأصل : رياب.
(٥) في تاريخ الثقات : «ولكن انتجعت وأجربت» وفي المطبوعة : وأجدبت.
(٦) عن م ، سقطت من الأصل.
(٧) سقطت من م ومن ثقات العجلي.
(٨) عن ثقات العجلي ، وبالأصل وم : «كمت» وفي المطبوعة : كست.
(٩) عن م ، وبالأصل : واحد؟؟؟» وفي الثقات للعجلي : أجربت.