ألم تر أنّي أجعل الودّ ذمّة |
|
أخو الغدر عندي لوعة بالمرء بالوعد |
فما عالم لا يقتدى بكلامه |
|
بموف بميثاق عليه ولا عهد |
إذا المرء ذي القربي وذي الرحم أجحفت |
|
به نكبة حلّت مصيبته عندي |
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان ، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، نا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري ، أنشدنا الرياشي لأبي الأسود الدّيلي (١) :
وما طلب المعيشة بالتّمنّي |
|
ولكن [دلّ](٢) دلوك في الدّلاء |
تجيء بملئها طورا وطورا |
|
تجيء بحماءة وقليل ماء |
ولا تقعد على كسل تمنّى |
|
تحيل على المقادر والقضاء |
فإنّ مقادر الرّحمن تجري |
|
بأرزاق العباد (٣) من السّماء |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان ، أنبأ الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن إشكاب ، حدّثني أبي عن ابن المبارك بن سعيد ، عن عمرو بن عبيد قال : أطلع أبو الأسود الدّيلي مولى له على سرّ له فسبّه ، فقال أبو الأسود (٤) :
أمنت على السرّ امرأ غير حازم (٥) |
|
ولكنه في النّصح غير مريب |
فداع به في الناس حتى كأنه |
|
بعلياء نار أوقدت بثقوب (٦) |
وما كلّ ذي نصح بمعطيك (٧) نصحه |
|
ولا كلّ من ناصحته بلبيب |
ولكن إذا ما استجمعا عند واحد |
|
فحقّ له من طاعة بنصيب |
أخبرنا أبو العلاء عنبس بن محمّد بن عنبس ، نا محمّد بن عبد الجبار ، أنشدنا
__________________
(١) ديوانه ص ١٢٦ والأبيات في معجم الأدباء ١٢ / ٣٦ والوافي بالوفيات ١٦ / ٥٣٥ والأول والثاني في الأغاني ١٢ / ٣٣٠.
(٢) أضيفت عن هامش الأصل ، وفي المصادر : ألق.
(٣) الديوان ومعجم الأدباء : الرحال.
(٤) الأبيات في الأغاني : ١٢ / ٣٠٥.
(٥) الأغاني : أمنت امرأ في السر لم يك حازما.
(٦) الثقوب : ما أثقبت به النار ، أي أوقدتها به.
(٧) الأغاني : بمؤتيك ... وما كل مؤت نصحه بلبيب.