نا أبو العبّاس أحمد بن الهيثم ، نا العمري ، عن الهيثم بن عدي ، عن ابن عباس قال : دخل أبو الأسود الدّيلي على عبيد الله بن زياد فقال له : يا أبا الأسود قد أمست العشية جميلا ، فلو علّقت عليك تميمة تردّ عنك العين ، فعلم أنه يهزأ به ، فأنشأ يقول :
أفنى الشباب الذي فارقت بهجته |
|
من الجديدين من آت ومنطلق |
لم يتركا لي في طول اختلافهما |
|
شيئا أخاف عليه لذعة الحدق (١) |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، نا أبو بكر بن الأنباري ، حدّثني محمّد بن المرزبان ، نا محمّد بن عمران الضّبّي ، قال : كانت لأبي الأسود الدّولي من معاوية ناحية حسنة ، فوعده وعدا فأبطأ عليه فقال له أبو الأسود (٣) :
لا تكن برقك برقا خلّبا |
|
إنّ خير البرق ما الغيث معه |
لا تهنّي بعد إذ أكرمتني |
|
فشديد عادة منتزعه |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنبأ محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو الحسين السّوسنجردي ، أنا أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو عمرو السّعيدي ، قال : قال أبو الحسن المدائني ، كلّم أبو الأسود الدّيلي ابن زياد في دين عليه فجعل يعده ويمطله فقال (٤) :
دعاني أميري كي أقول بحاجتي |
|
فقلت فما ردّ الجواب ولا استمع |
فقمت ولم أخلا (٥) بشيء ولم أصن |
|
كلامي وخير القول ما صين أو نفع |
وأجمعت بابا (٦) لا لبانة بعده |
|
ولليأس أدنى للعفاف من الطّمع |
وقال في أمر له آخر :
__________________
(١) الخبر والشعر في الأغاني ١٢ / ٣٢٢ وفيها أن أبا الأسود دخل على معاوية ... والباقي مثله. وفي الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٢ والقصة مع عبد الملك بن مروان.
(٢) الجليس الصالح الكافي ٣ / ٣٣٨.
(٣) انظر الشعر والشعراء ص ٦١٦ وعيون الأخبار ٣ / ١٥٦.
(٤) الخبر والشعر في الأغاني ١٢ / ٣١٣ باختلاف الرواية.
(٥) الأغاني : ولم أحسس.
(٦) الأغاني : يأسا.