أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه ، وأذن لي في روايته ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري (١) ، أنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد ، أنا أبو حاتم ، عن أبي عبيدة قال : كان أبو الأسود الدّيلي ينزل في بني قشير ، وكانوا عثمانية ، وكان أبو الأسود علويّ الرأي ، وكان بنو قشير يسيئون جواره ويؤذونه ويرجمونه بالليل ، فعاتبهم على ذلك فقالوا : ما رجمناك ولكنّ الله رجمك قال : كذبتم لأنكم إذا رجمتموني أخطأتموني ، ولو رجمني الله لما أخطأني ، ثم انتقل عنهم إلى هذيل وقال فيهم :
شتموا عليا ثم لم أزجرهم |
|
عنه فقلت مقالة المتردّد |
الله يعلم أن حبّي صادق |
|
لبني النبي والإمام (٣) المهتدي |
قال القاضي : وقد روي لنا من طريق آخر أن أبا الأسود قال في هذا المعنى وفي بني قشير :
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدّهر لا تنسى عليّا |
بنو عمّ النبي وأقربوه |
|
أحبّ الناس كلّهم إليّا |
أحبّ محمّدا حبّا شديدا |
|
وعباسا وحمزة والوصيّا |
فإن يك حبّهم رشدا أصبته (٤) |
|
وليس بمخطئ إن كان غيّا |
ويقال : إن معاوية قال له لما أنشد هذا : شككت؟ فقال : ما شككت ، قال الله : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أفهذا شكّ؟
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافا بن زكريا (٥) ، ثنا يزداد بن عبد الرّحمن ، قال : قال أبو موسى ـ يعني تينة ـ حدّثني الفحذمي قال : جاء أبو الأسود الدّولي إلى بحير بن ريسان الحميري فقال (٦) :
__________________
(١) مضطربة بالأصل ، وقد تقرأ «الحاربي» والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٢) الجليس الصالح الكافي ٤ / ١٧٣ ـ ١٧٤.
(٣) الجليس الصالح : وللإمام المهتدي.
(٤) الجليس الصالح : أصبه ولست بمخطئ.
(٥) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٢٩٧.
(٦) بالأصل : «فقال بحير» وقد سقطت «بحير» من الجليس الصالح ، والذي يفهم من العبارة أن الشعر لأبي الأسود ، والبيتان ذكرها المعافى ، وليسا في ديوان أبي الأسود.