واسمه عمرو بن سفيان (١) :
يقول الأرذلون بنوا قشير |
|
طوال الدّهر لا ينسى عليا |
فقلت لهم : وكيف ترون تركي |
|
من الأعمال (٢) ما يقضي عليّا |
أحبّ محمّدا حبّا شديدا |
|
وعباسا وحمزة والوصيّا |
بنوا عمّ النبيّ وأقربوه (٣) |
|
أحبّ الناس كلّهم إليّا |
فإن يك حبّهم رشدا أنله (٤) |
|
وليس بصائري إن كان غيّا |
هم أهل النّصيحة من (٥) لدني |
|
وأهل مدتي ما دمت حيّا |
أحبّهم لحبّ الله حتى |
|
أجيء إذا بعثت على هويّا |
رأيت الله خالق كلّ شيء |
|
هداهم واجتبى منهم نبيّا |
هم ساووا رسول الله حتى |
|
ترفّع أمره أمرا قويّا |
وأقوام أجابوا الله لمّا |
|
دعا لا يجعلون له سميّا |
مزينة منهم وبنو غفار |
|
وأسلم أضعفوا معه بديّا |
يقودون الجياد مسوّمات |
|
عليهن السّوابغ والمطيّا |
قال : فكتب معاوية إلى عبيد الله بن زياد : إن عرفت أبا الأسود وإلّا فاسأل عنه ، ثم أخبره أنه قد شكّ في دينه ، فإذا قال : بما ذا فأخبره بقوله :
فإن يك حبّهم رشدا أنله
البيت.
فبعث عبيد الله إلى أبي الأسود فأخبره بمقالة معاوية ، فقال أبو الأسود : فأقرئه السلام (٦) وأخبره بأني إنمّا قلت كما قال العبد الصالح : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أفتراه شك في دينه.
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ١٢ / ٣٢١ وبعضها في إنباه الرواة ١ / ٥٢.
(٢) في الأغاني : «من الأعمال مفروضا عليا» وفي إنباه الرواة : «ما يجدي عليا».
(٣) الأغاني : بني عم النبي وأقربيه.
(٤) الأغاني وإنباه الرواة : أصبه ولست بمخطئ.
(٥) الأغاني : غير شك وأهل مودتي.
(٦) بالأصل : المسلم.