النطاح ، عن أبي اليقظان عامر بن حفص ، قال : وأما الدّول بن بكر فعددهم كثير حول مكة وبالمدينة ، فمر بني الدّول بنو نفاثة منهم فروة بن نفاثة ، وقد ملك بعض الشام في الجاهلية ، قال : وزعم يونس : أن الدّول امرأة من بني كنانة وهم رهط أبي الأسود الدّولي ، وأما بنو عدي بن الدّول فلهم عدد كثير بالحجاز ، فمن بني عدي عمرو بن جندل بن سفيان ، وقتل عمرو في بعض المشاهد التي قاتلهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فولد عمرو : ظالما وهو أبو الأسود ، أمّه الطويلة من بني عبد الدار بن قصي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة ، أنا أبو سعد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السّيرافي.
قال : اختلف الناس في أوّل من وضع اسم النحو ، فقال قائلون : أبو الأسود الدّولي ، وقال آخرون : بصري عاصم الدّولي ، ويقال : الليثي ، وقال آخرون : عبد الرّحمن بن هرمز ، وأكثر الناس على أبي الأسود الدّولي ، واسمه : ظالم بن عمرو بن سفيان بن حلبس بن نفاثة بن عدي بن الدّول بن بكر بن كنانة ، فكان من سكّان البصرة ، والنسبة إليه دولي ، كما ينسب إلى نمر نمري ، فيفتح استثقالا للكثرة ، ويجوز تخفيف الهمزة فيقال الدّولي بقلب الهمزة واوا محضة لأن الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمها فتخفيفها يقلبها واوا ، كما يقال في حون حون ، وقد يقال الدّيلي بقلب الهمزة ياء حين انكسرت ، فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قتل وبيع. وقال الأصمعي : أخبرني عيسى بن عمر قال : الدّيل بن بكر الكناني إنّما هو الدّيل ، فترك أهل الحجاز الهمزة وأنشد قيس :
جاءوا بقيس لو قيس معرّسة |
|
ما كان إلّا كمعرّس الدّيل |
والذي يقول : أبو الأسود الدّيلي ، يريد النسبة إلى الدّيل على تخفيف الهمزة الذي ذكرناه لأنه لا خلاف في نسبه ، وقال محمّد بن حبيب : الدّيل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة رهط أبي الأسود الدّيلي والصحيح ما ذكرناه قبل ، والذي قال ابن حبيب على تخفيف الهمزة.
وكان أبو الأسود ممن صحب عليا ، وكان من المتحققين بمحبته ومحبة ولده ، وفي ذلك يقول :
يقول الأرذلون بنو قشير |
|
طوال الدهر لا ينسى عليّا |