أحبّ محمّدا حبّا شديدا |
|
وعبّاسا وحمزة والوصيّا |
|
||
فإن يك حبّهم رشدا أصبه |
|
وليس بمخطئ إن كان غيا |
وكان نازلا في بني قشير بالبصرة ، وكانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعلي وولده ، فإذا أصبح فذكر رجمهم قالوا : الله يرجمك ، فيقول لهم : تكذبون ، لو رجمني الله لأصابني وأنتم ترجمون فلا تصيبون (١).
وقد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو ، فقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى : أخذ أبو الأسود عن علي بن أبي طالب العربية ، فكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي بن أبي طالب إلى أحد حتى بعث إليه زياد : اعمل شيئا يكون فيه إماما ينتفع الناس به ، ويعرف به كتاب الله ، فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(٢) فقال : ما ظننت أن أمر الناس صار إلى هذا ، فرجع إلى زياد فقال : أنا أفعل ما أمر به الأمير ، فليبغني كاتبا لقنا (٣) يفعل ما أقول ، فأتي بكاتب من عبد القيس ، فلم يرضه ، فأتي بآخر ، قال أبو العباس : أحسبه منهم ، فقال له أبو الأسود : إذا رأيتني قد فتح فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه ، فإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف ، وإن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف ، فإن اتّبعت شيئا من ذلك عنه فاجعل مكان النقطة نقطتين ، فهذا نقط أبي الأسود (٤).
وروى محمّد بن عمران بن زياد الضّبّي ، حدّثني أبو خالد ، نا أبو بكر بن عباس ، عن عاصم قال : جاء أبو الأسود الديلي إلى عبيد الله بن زياد يستأذنه في أن يضع العربية فأبى قال : فأتاه قوم فقال أحدهم : أصلحك الله مات أبانا وترك بنوة. فقال عليّ بأبي الأسود ضع العربية.
وروى يحيى بن أحمد ، عن أبي بكر بن عباس ، عن عاصم قال : أول من وضع العربية أبو الأسود الدّيلي ، جاء إلى زياد بالبصرة فقال : إنّي أرى العرب قد خالطت هذه
__________________
(١) بالأصل : تصيب.
(٢) سورة التوبة ، الآية : ٣ ، قرأها بكسر اللام في رسوله.
(٣) أي سريع الفهم.
(٤) الخبر في كتابي الذهبي سير الأعلام ٤ / ٨٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة (٦١ / ٨٠) صفحة ٢٧٨ وصبح الأعشى ٣ / ١٦٠.