ما لك؟ فقال : اجتمع عندي مال فقد غمّني ، فقلت : وما يغمك ادع قومك ، قال : يا غلام عليّ قومي ، فقسمه فيهم ، فسألت الخادم والخازن كم كان؟ قال : أربعمائة ألف.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو محمّد بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان (١) ، نا أبو بكر ، نا سفيان ، حدّثني طلحة بن يحيى ، حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرّية ، قالت : دخل عليّ طلحة بن عبيد الله يوما حائرا فقلت له : ما لي أراك حائرا ، أرابك منّا ريب فنعتبك؟ فقال : ما رابني منك ريب ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ، إلّا أنه اجتمع في بيت المال مال كثير قد غمّني ، قالت : فقلت : وما يمنعك منه ، أرسل إلى قومك فاقسمه بينهم ، قالت : فأرسل إلى قومه فقسمه بينهم ، قالت سعدى : فسألت الخازن : كم كان؟ قال : أربع مائة ألف.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنا أبو بكر المالكي ، نا إبراهيم بن نصر ـ يعني النهاوندي ـ نا علي بن عبد الله ، نا عبد الوهاب ، عن هشام ، عن الحسن أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له من عثمان بن عفّان بسبع مائة ألف ، قال : ثم حملها فلما جاء بها الرسول قال : إنّ رجلا ببيت وهذه في بيته لا يدري ما يطرقه من الله لغرير بالله قال : فجعل رسوله يختلف في سكك المدينة يقسمها ، فما أصبح وعنده منها درهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلّم الفقيهان ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا روح بن عبادة ، أنا عوف ، عن الحسن : أن طلحة بن عبيد الله باع أرضا له بسبعمائة ألف درهم ، فبات ليلة عنده ذلك المال ، فبات أرقا من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرّقه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، نا موسى بن محمّد بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : كان طلحة بن عبيد الله يغلّ بالعراق ما بين
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ١ / ٤٥٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢١.