أخبرنا أبو القاسم بن العلوي ، أنا رشأ المقرئ ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أبو بكر الدّينوري ، نا محمّد بن يونس ، نا الأصمعي ، نا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة بن عبيد [الله] فدى عشرة من أسارى بدر (١) بماله ، وأنه سئل برحم مرّة فقال : ما سئلت بهذا الرحم قط قبل اليوم ، وقد بعت لي حائطا بسبع مائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار ، فإن شئت ارتجعته وأعطيتك ، وإن شئت أعطيتك ثمنه.
قال وأنا الدّينوري ، نا علي بن الحسن الربعي ، ثنا أبي ، عن المدائني ، عن محمّد بن عبد الله القرشي ، عن أبيه قال : قال بعض ولد طلحة بن عبيد الله : لبس طلحة بن عبيد الله رداء نفيسا فبينا يسيرا إذا رجل قد استلبه ، فقام الناس فأخذوه منه فقال طلحة : ردّوه عليه ، فلما رآه الرجل حجل ورمى به إلى طلحة ، فقال طلحة : خذه بارك الله لك فيه ، فإني لأستحي من الله أن يؤمل أحد فيّ أملا فأخيّب أمله.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد الصيرفي ، أنا علي بن عمر الدارقطني ، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، نا محمّد بن بكر بن خالد النيسابوري ، نا سفيان ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة ، عن جدته سعدى بنت عوف المرّية ، قالت :
دخل علي طلحة يوما وهو خاثر (٢) ، فقلت له : ما لك لعلك رابك من أهلك شيء فنعتبك؟ فقال : لا والله ، ونعم خليلة المرء المسلم ، ولكن مال عندي قد غمّني ، فقلت : ما يغمّك؟ عليك بقومك ، قال : يا غلام ادع لي قومي ـ يعني ، فقسمه بينهم ، فسألت الخازن : كم أعطى؟ فقال : أربع مائة ألف (٣).
قال : وأنا الدارقطني ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نا محمّد بن الصباح ، نا سفيان ، نا طلحة بن يحيى قال : حدثتنا جدتي سعدى بنت عوف ، قالت : دخل عليّ طلحة فرأيت منه ثقلا (٤) ، فقلت له :
__________________
(١) تقرأ بالأصل «يبيت» والمثبت عن سير الأعلام ١ / ٣١ وانظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٥٢٦).
(٢) بالأصل : «جابر» والمثبت عن سير الأعلام.
(٣) سير الأعلام ١ / ٣٢ وحلية الأولياء ١ / ٨٨ وانظر المعرفة والتاريخ ١ / ٤٥٨.
(٤) بالأصل مهملة ورسمها : «بعلا» ولعل الصواب ما أثبت.