أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف ، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل ، أو أكثر ، وبالأعراض له غلّات ، وكان لا يدع أحدا من بني تيم (١) عائلا إلّا كفاه مئونته ومئونة عياله ، وزوّج أياماهم وأخدم عائلهم ، وقضى دين غارمهم ، ولقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلّته كل سنة بعشرة آلاف ، ولقد قضى عن صبحة (٢) التيمي ثلاثين ألف درهم.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر الذهني ، أنبأ أبو عبد الله الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن ، أن عبيد الله بن معمر ، وعبد الله بن عامر بن كريز اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا ممن سبي ، ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم ، فأمر بهما عمر أن يلزما بها ، فمر بهما طلحة وهو يريد الصّلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما لابن معمر يلازم» ، فأخبر خبره ، فأمر بالأربعين الألف التي عليه تقضى عنه ، فقال عبيد الله بن معمر لعبد الله بن عامر : إنها إن قضيت عني بقيت ملازما ، وإن قضيت عند لم تتركني طلحة حتى يقضي عني ، فرفع إليه الأربعين ألف فقضاها عبد الله بن عامر عن نفسه وخلّى سبيله ، فمر طلحة منصرفا من الصّلاة ، فوجد عبيد الله بن معمر يلازم ، فقال : ما لابن معمر ألم آمر بالقضاء عنه ، فأخبر بما صنع ، فقال : أما ابن معمر فقد علم أن له ابن عم لا يسلمه ، احملوا أربعين ألف درهم واقضوها عنه ، ففعلوا ، فخلي سبيل عبيد الله بن معمر.
قال : ونا الزّبير ، حدّثني محمّد بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : أتى طلحة بن عبيد الله من النساسق (٣) بالعراق خمس مائة ألف درهم ، فقسمها حتى أتى على آخرها وهو في حنيف (٤).
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمّد المصري ، أنا أبو بكر المالكي ، نا إسحاق بن ميمون ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا عمرو بن دينار قال : كان غلّة طلحة بن عبيد الله كل يوم ألف واف (٥).
__________________
(١) عن ابن سعد ، وبالأصل : بني تميم.
(٢) في ابن سعد : صبيحة التيمي.
(٣) كذا رسمها بالأصل.
(٤) كذا رسمها بالأصل.
(٥) سير الأعلام ١ / ٣٣ وفيه عن عمرو بن دينار قال أخبرني مولى لطلحة. والوافي : درهم وأربعة دوانق.