الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أبو الحسن الدّارقطني ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف ، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي ، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله أبو أيوب ، حدّثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة ، عن أبيه طلحة بن عبيد الله :
أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف قال : فبات ليلته يتململ ، فقالت له زوجته : يا أبا محمّد ما لي أراك منذ الليلة تململ ، أرابك منا أمر فنعتبك ، قال : لا ، لنعم زوجة المرء أنت ، ولكن تفكرت منذ الليلة فقلت : ما ظنّ رجل بربّه يبيت وهذا المال عنده في بيته؟ قالت : فأين أنت عن بعض أخلاقك (١)؟ قال : وما هو؟ قالت : إذا أصبحت دعوت بجفان وقصاع فقسمتها على بيوت المهاجرين والأنصار على قدر منازلهم ، قال : فقال لها : يرحمك الله ، إنك ما علمت موفّقة ابنة موفّق ، وهي أم كلثوم بنت أبي بكر الصّديق ، فلما أصبح دعا بجفان وقصاع فقسمها بين المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى علي بن أبي طالب منها بجفنة ، فقالت له زوجته : أبا محمّد أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟ قال : فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي ، قال : فكانت صرة فيها نحو من ألف درهم (٢).
أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه ، نا عبد العزيز التميمي.
ح وأخبرنا جدي أبو المفضّل القرشي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قالا : أنبأ أبو الحسن بن مخلد.
وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، قالا : ثنا أبو بكر الشافعي ـ إملاء ـ سنة أربع وخمسين ، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، نا عبد الله بن عمر ، نا محمّد بن يعلى ، نا الحسن بن دينار ، عن علي بن زيد قال : جاء أعرابي إلى طلحة فسأله وتقرّب إليه برحم فقال : إنّ هذا الرحم ما سألني بها أحد قبلك ، إنّ لي أرضا قد أعطاني فيها عثمان ثلاثمائة ألف ، فإن شئت فاغد فاقبضها ، وإن شئت بعتها من عثمان ودفعتها إليك ـ أي الثمن (٣) ـ.
__________________
(١) في سير الأعلام : أخلائك.
(٢) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٣٠ ـ ٣١ من طريق أبي إسماعيل الترمذي وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٥٢٦).
(٣) الخبر في سير الأعلام ١ / ٣١ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٥٢٦).