سعيد الموصلي ، نا الحسن بن علي المعمري ، حدّثني زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : سمعت عمتي عزيزة (١) بنت زكريا بن أبي زائدة ، قالت : سمعت أبي يقول : لما حججت مررت بالمدينة فقلت : لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلّمت عليه ، فدخلت عليه فسمعته يتمثل بأبيات وهو يقول (٢) :
ومن يطلب المال الممنّع بالقنا |
|
يعش ماجدا أو تخترمه المخارم |
[متى] تجمع القلب الذكي وصارما |
|
وأنفا حميّا تجتنبك المظالم |
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم |
|
فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم |
فخرجت من عنده ، فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت إلى الكوفة ، فبلغني قدومه ، فأتيته فسلمت عليه وسألته عما قدم له ، فأخبرني بكتب من كتب إليه يسأله القدوم عليه ، فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردّوه.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا محمد بن أحمد بن المسلمة ، أنا محمد بن عبد الرّحمن ، أنبأ أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله الزهري ، قال : دخل زيد بن علي مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم نصف النهار في يوم حار من باب السوق فرآني سعد بن إبراهيم في جماعة من القرشيين قد حان قيامهم ، فقاموا فأشار إليهم ، فقال لهم سعد بن إبراهيم : هذا زيد يشير إليكم فقوموا له فجاءهم ، فقال : أي قوم ، أنتم أضعف من أهل الحرة؟ فقالوا : لا ، فقال : فأنا أشهد أن يزيدا (٣) ليس شرا من هشام بن عبد الملك ، فما لكم؟ فقال سعد لأصحابه مدة هذا قصيرة فلم ينشب أن خرج فقتل (٤).
قال : ونا الزبير ، حدّثني محمد بن يحيى ، عن عبد الكريم بن شعيب الحجبي ، قال : أقبل زيد بن علي بن حسين فدخل المسجد وفيه نفر من قريش قد لحقتهم الشمس في مجلسهم ، فقاموا يريدون التحول فلما توسط زيد المسجد خاف أن يعوقوه (٥)
__________________
(١) في بغية الطلب : غزوة.
(٢) الأبيات في بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٣ ونسبها بحاشيته إلى عمرو بن براقة الهمداني.
(٣) بالأصل : يزيد.
(٤) بغية الطلب ٩ / ٤٠٤٣ ـ ٤٠٤٤ وفوات الوفيات ٢ / ٣٦.
(٥) في بغية الطلب : أن يفوتوه فحصبهم فوقفوا.