روى عنه : موسى بن عبيدة الرّبذي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي ، نا علي بن سعيد ، نا محمد بن أبي حمّاد ، نا علي بن مجاهد ، نا موسى بن عبيدة ، عن زيد بن عبد الرحمن ، عن أمه حجيّة بنت غريض (١) عن أمها عقيلة بنت عقبة بن الحارث ، عن أمها أم وبرة بنت الحارث ، قالت :
جئنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة وهو نازل بالأبطح (٢) فقد ضربت عليه قبّة حمراء فبايعناه واشترط علينا ، قالت : فبينا نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق (٣) ، فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح ، وذلك بعد ما طلعت الشمس ، فقال : ما منعك أن تعجل الغدوّ على رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا النفاق ، والذي بعثه بالحق لو لا شيء لضربت بهذا السيف فلجتك ، وكان رجلا أعلم (٤) فانطلق سهيل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ألا ترى ما يقول لي هذا العبيد فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «دعه فعسى أن يكون خيرا منك» فالتمسه ، فلا نجدة ، وكانت هذه أشد عليه من الأولى [٤٥٤٧].
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني موسى بن عبيدة ، عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال :
وفدت مع أبان بن عثمان على عبد الملك بن مروان وعنده ابن الحنفية فدعا عبد الملك بسيف النبي صلىاللهعليهوسلم فأتي به ودعا بصيقل فنظر إليه ، فقال : ما رأيت حديدة قط أجود منها ، قال عبد الملك : لا والله ما رأى الناس مثل صاحبها ، هب لي يا محمد هذا السيف ، فقال محمد : أينا رأيت أحقّ به فليأخذه ، قال عبد الملك : إن كان لك قرابة فلكلّ قرابة وحقّ. قال : فأعطاه محمد عبد الملك ، وقال : يا أمير المؤمنين إن هذا ـ يعني الحجاج وهو عنده ـ قد آذاني ، واستخفّ بحقي ، ولو كانت خمسة دراهم أرسل إليّ فيها. فقال عبد الملك : لا إمرة لك عليه ، فلما ولّى محمد ، قال عبد الملك
__________________
(١) بالأصل : «عريص» وفي م : عريض والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٢) الأبطح : بالفتح ثم السكون. يضاف إلى مكة وإلى منى ، لأن المسافة بينه وبينهما واحدة ، وربما كان إلى منى أقرب (ياقوت).
(٣) الأورق الذي في لونه بياض إلى سواد.
(٤) الأعلم مشتق من العلم محركة وهو شق في الشفة العليا ، أو في إحدى جانبيها (القاموس).