دعي صرمتي دهري بعمق وأبشري |
|
بنهب ركام من جعال ابن عامر |
قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر محمد بن العباس ، أنا سليمان بن إسحاق ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر (١) ، أخبرني عبد الله بن أبي عبيدة ، قال : ردفت أبي يوم مات زيد بن حسن ، ومات ببطحاء ابن أزهر على أميال من المدينة فحمل إلى المدينة ، فلما أوفينا على رأس الثنية بين المنارتين طلع بزيد بن حسن في قبة على بعير ميتا (٢) ، وعبد الله بن حسن بن حسن يمشي أمامه قد حزم وسطه بردائه ليس على ظهره شيء ، فقال لي أبي : يا بنيّ أنزل فأمسك بالركاب (٣) ، فو الله لئن ركبت وعبد الله يمشي لا تبلّني عنده بالّة أبدا ، فركبت الحمار ونزل أبي يمشي ، فما زال يمشي حتى أدخل بزيد داره ببني حديلة ، فغسّل ثم أخرج به على السرير إلى البقيع.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : وقال قدامة بن موسى يرثي زيد بن حسن :
إنّ يك زيد غالت الأرض شخصه |
|
فقد بان معروف هناك وجود |
وإن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى |
|
به وهو محمود الفعال فقيد |
سموع إلى المعتز يعلم أنه |
|
سيطلبه المعروف ثم يعود |
وليس بقوال وقد حطّ رحله |
|
لملتمس المعروف أين يزيد |
إذا قصر الوغل الذي نما به |
|
إلى المجد آباء له وجدود |
مباذيل للمولى محاشيد للقرى |
|
وفي الروع عند النائبات أسود |
إذا انتحل العز الطريق فانهم |
|
هم ارث مجد لا يرام تليد |
إذا مات منهم سيد قام منهم |
|
كريما يبني بعده ويسود |
وقال محمد بن بشير الخارجي يرثيه :
أعيني جودي بالدموع وأسعدي |
|
بني رحم كان زيد يهينها |
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣١٨.
(٢) عن ابن سعد وبالأصل : منها.
(٣) بالأصل : «وأمسك لي بالركاب» بالبناء للمخاطب ، والصواب ما أثبت بحذف «لي» عن ابن سعد.