قال سفيان : وقال عامر بن عبد الله : والله لأجهدن ، ثم والله لأجهدن فإن نجوت فبرحمة ربي ، وإلّا لم ألم نفسي.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف ، وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، نا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمد بن جعفر الخرائطي ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني يعقوب الزهري عن أبيه قال : جلس إلي يوما زياد مولى ابن عياش ، قال : يا عبد الله ، قلت : ما تشاء؟ قال : ما هي إلّا الجنة والنار ، قلت : والله ما هي إلّا الجنة والنار ، قال : وما بينهما منزل ينزله العباد ، قال : فو الله إن نفسي لنفس أضنّ (١) بها عن النار ، والصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال (٢).
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدثني علي بن محمد ، أنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، نا يعقوب بن عبد الرّحمن ، عن أبيه قال : قال لي زياد مولى ابن عياش : ما هي إلّا الجنة أو النار ، ما بينهما منزلة؟ قلت : لا ، قال : فهي والله نفسي التي أضنّ (٣) بها.
أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق في كتابه ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد بن يوسف ، نا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، نا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت فضيل بن عياض قال : قال زياد بن أبي زياد : إنّما قوتي من الدنيا نصف مدّ في اليوم ، وإنما لباسي ما ستر عورتي ، وإنّما بيتي ما أكنّ رأسي ، والله لوددت أنه حماني من الآخرة ولا أعذب بالنار (٤).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ أبو محمد الحسن بن
__________________
(١) بالأصل : أضر وفي م : أمر بها ، والمثبت عن بغية الطلب.
(٢) بالأصل : الاعلان ، والمثبت عن بغية الطلب وم.
(٣) بالأصل : «أضر» وفي م : أمر بها والمثبت عن الرواية السابقة.
(٤) الخبر في بغية الطلب ٩ / ٣٩٤٠.