محمد الخياط ، أنبأ أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنبأ أحمد بن أبي طالب علي بن محمد ، حدثني أبي أبو طالب ، حدثني محمد بن مروان بن عمر القرشي ، نا محمد بن أحمد بن سليمان الخزاعي ، عن سليمان بن أبي شيخ ، عن محمد بن الحكم ، عن الحكم بن عوانة ، قال : وفد زياد إلى معاوية ومعه أشراف أهل العراق فزجر به ابن حنيق العبادي فقال :
قد علمت ضامرة الجياد |
|
أن الأمير بعده زياد |
فلم يصل زياد إلى معاوية حتى أتاه الخبر ، وما قال ابن حنيق وإقرار زياد بذلك ـ ومعاوية يربص لابنه ما يربص من الخلافة ـ ثم أذن للناس ، فأخذوا مجالسهم ثم دخل زياد فلم يدعه إلى مجلس حتى قام له رجل من أهل العراق فجلس في مجلس فحمد الله معاوية ، وأثنى عليه ، ثم قال : هذه الخلافة أمر من أمر الله ، وقضاء من قضاء الله ، وانها لا تكون لمنافق ، ولا لمن صلى خلف (١) إمام منافق ـ يعرّض بزياد ـ حتى عرف زياد وقام الناس ، حتى إذا كان الليل أرسل معاوية إلى حضين (٢) بن المنذر الذّهلي ، فدعاه وأدناه حتى كان قربيا منه ثم أجلسه ، وألقيت تحته وسادة ، ثم قال له معاوية : بلغني أن لك عقلا ورأيا وعلما بالأمور ، فأخبرني : ما فرّق بين هذه الأمة من سفك دمائها وشق عصاها وفرّق ملأها؟ قال : قتل أمير المؤمنين عثمان ، قال : ما صنعت شيئا ، قال مسير عليّ إلى عائشة وطلحة والزبير ، ومسير علي إليك وقتالكم بصفّين ، والذي كان بينكم من سفك الدماء والاختلاف. قال : ما صنعت شيئا ، قال : فأخبرني يا أمير المؤمنين ، فحمد الله معاوية ، ثم قال : إن الله أرسل رسوله بالهدى ، ودين الحق ، فدعا الناس إلى الإسلام ، فعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم بكتاب الله عزوجل حتى قبضه الله وعصمه بالوحي ، ثم استخلف المسلمون أبا بكر ، فكان أفضل من تعلم وتعلمون ، فعمل أبو بكر بكتاب الله وسنة رسوله ، حتى قبضه الله إليه ، ثم استخلف أبو بكر على المسلمين عمر ، فعمل بكتاب الله وسنة رسوله ، وسنة أبي بكر ، حتى أصاب عمر من قضاء الله ما أصابه ، فخيّر بين ستة فجعلها شورى ، ولم يجب إلّا بجعلها بينهم ، وكانوا خير من تعلم على الأرض ، فلما جلسوا لها وتنازعوها دعا كل رجل منهم إلى نفسه ، فقال عبد الرّحمن :
__________________
(١) بالأصل : خلفه والمثبت عن م.
(٢) بالأصل وم : «حصين» والمثبت عن المختصر.