قوله : «يا ثارَ اللهِ وَابْنَ ثارِهِ».
أقول : أنّ مقتضى صريح «المصباح» (١) أنّ الثأر بالهمزة ، وهو ظاهر «الصّحاح» (٢) و «القاموس» (٣) و «المجمع» (٤) ، لكنّه غير مأنوس ، والظاهر أنّ ما وقع في موارد الدّعاء (٥) بالألف لعله من باب التخفيف في الاستعمال ، وفي «القاموس» : «الثار : الدم ، والطلب به ، وقاتل حميمك» (٦) ، ومقتضى صريح الصحاح أن الثار يطلق على قاتل الحميم أيضاً ، كما في قول حرير :
قَتلوا أباكَ وثارُهُ لم يُقَتلِ
وكذا يطلق علي القاتل أيضاً ، كما يقال : «يا ثارات فلان» أي قتلة فلان (٧) ، وقال المطرزي نقلاً : وَأَدْرَكَ فُلانٌ ثارَهُ إذا قَتلتَ قاتَل حميمِهِ.
وأمتن كلام وقع في التفسير في المقام ما ذكره بعض الأعلام من أنّ الثار الدّم وطلب الدم ، والمراد هنا هو الأخير.
__________________
(١) المصباح المنير : ٨٨ ، مادة «ثور».
(٢) صحاح الجوهري : ٢: ٦٠٣ ، مادة «ثأر».
(٣) القاموس المحيط : ١: ٧١٢ ، مادّة «ثأر».
(٤) مجمع البحرين : ١: ٣٠٥ ، مادّة «ثأر».
(٥) وفي بعض الزيارات : «وَأَنَّكَ ثارُ اللهِ في أَرْضِهِ حَتّىٰ يَسْتثيرُ لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ» ، وفي بعض آخر : «إِنَّكَ ثارُ اللهِ في الْأَرْضِ وَابْنَ ثاره» ، وفي بعض ثالث : «وَإِنَّكَ ثارُ اللهِ في الْأَرْضِ». منه رحمه الله.
(٦) القاموس المحيط : ١: ٧١٢ ، مادّة «ثأر».
(٧) صحاح الجوهري : ٢: ٦٠٣ ، مادّة «ثأر» ، وما نقله المصنّف هنا عنه بتصرّف غير مخلّ ، حيث إنّ الجوهري قال : «والثأر : الذي لا يبقى على شيء حتّى يدرك ثأره ، ويقال أيضاً : هو ثأره ، أي قاتل حميمه. قال جرير : قتلوا أباك وثأره لم يقتل ، وقولهم : يا ثارات فلان ، أي يا قتلة فلان.