من المرجح في باب
المشترك ، كما هو الحق على ما حرّرناهٍُ في الاُصول خلافاً للمحقق القمّي.
إلّا
أن يقال : إن الترجيح بالشهرة في المشترك إنما هو
فيما لو كان الشهرة متحققة في عرف المتكلم بالمشترك بكثرة استعمال المشترك في عرفه
في أحد المعنيين ، وأما فيما نحن فيه فليس الأمر على هذا المنوال لعدم كثرة
استعمال التسبيح في المعنى الأوّل في الأخبار.
إلّا
أن يقال : بعدم لزوم كثرة الإستعمال في عرف
المتكلّم وكفاية غلبه الوجود في الخارج.
لكن
لعل الأظهر أن يقال : إن الظاهر في موارد
الزيارة كون الغرض من تسبيح الزهراء سلام الله عليها فيما لم يذكر فيه لتفسير
التسبيح هو المعنى الثاني.
وبعد
هذا أقول : إن ما ذكره من أنّه
في كثير من كتب الأدعية بعد إيراد التسبيح بالمعنى المشهور «قبل ثمّ تسبّح تسبيح
فاطمة الزهراء عليها السلام» تقتضي ظهور فساد العطف ؛ إذ بعد التسبيح بالمعنى
المعروف في التعقيب وعمدة مورد التسبيح بالمعنى المشهور
إنّما هي التعقيب لا استحباب للتسبيح بالمعنى الثاني.
وبعد
هذا أقول : إنّه روى في كامل
الزيارة بسنده عن أبي سعيد المدائني ، قال : «دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فقلت : جُعِلتُ فداك ، آتي قبر الحسين عليه السلام
قال : نعم ـ يا أبا سعيد ـ ائت قبر الحسين ابن
رسول الله صلى الله عليه وآله أطيب الطيّبين ، وأطهر الطاهرين ، وأبرّ الأبرار ،
وإذا زرته يا أبا سعيد فسبّح عند رأسه تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ألف مرة ،
وسبّح عند رجليه تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ألف مرّة ،
__________________