وقد جاء الأوّل (١) على «تفعيل» ، للضرورة ، في قول من يصف ناقة مذللّة في العمل بجودة الاستقاء من البئر وعدم القلق :
فهي تنزّي دلوها تنزيّا |
|
كما تنزّي شهلة صبيّا (٢) |
تنزّي : ـ أي تحرّك ـ. والشهلة : ـ النصفة العاقلة ـ.
ويجيء الآخران على الأصل ـ أيضا ـ فيما ترك الاعلال في فعله ، نحو : أروح اللحم .. ارواحا ـ إذا أنتن ـ ، وأروحه .. أرواحا ـ أدخله في الرّاحة ـ واستصوب .. استصوابا ، واستحوذ ، استحواذا.
وقد يترك التاء في نحو : إجازة ، وفي نحو : استجازة ، بناء على ما قيل : عند الاضافة لا بدونها ، على ما صرح به الفرّاء ، وساعده القراء ، وذلك نحو : (وَإِقامَ الصَّلاةِ*)(٣) كأنّه أقيم المضاف إليه مقام العوض.
ولم يرد ذلك في نحو : تعزية ، لما فيه من جعل الياء معرضا للحذف في الرفع والجرّ بالتقاء الساكنين عند الاضافة إلى المعرّف باللّام ، مع ما فيه من الاجحاف بالجمع بين الحذفين.
(ونحو : ضارب .. على مضاربة ، وضراب) ، على «مفاعلة ، وفعال» ـ بكسر الفاء وتحفيف العين ـ ، والثاني نادر فيما فائه ياء ، لثقل الكسرة عليها ، نحو : ياوم (٤) .. مياومة ، ويواما ، حكاه ابن سيّدة.
(ومرّاء) ـ بالتشديد ـ في مصدر ما راه ـ إذا جادله ـ (شاذّ).
__________________
(١) أي مصدر التفعيل من الناقص.
(٢) لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين. والشهلة : المرأة العجوز أو النصف.
يقول : المرأة تحرك دلوها لتملأها كما تحرك المرأة العجوز صبيها في ترقيصها إيّاه ، والاستشهاد به على مجيء مصدر فعّل من الناقص على التفعيل شذوذا من حيث الاستعمال.
(٣) الآية : ٣٧ النور ، أو ٧٣ الأنبياء.
(٤) أي عامل باليوم.