وإذا علمت أبنية المجرّد ، والمزيد فيه ، من الفعل ، فاعلم انّها ترد لمعان مختلفة.
(ففعل) ـ بالفتح ـ من جملتها ، يكون (لمعان كثيرة) ، لأنّه لخفّته كثر استعماله ، فاستعملوها في معان مختلفة ، لا تكاد تحصى بحسب أغراضهم ، حتّى قيل : انّه ما من معنى من معان الأفعال ، إلّا وقد استعمل هو فيه.
وباب المغالبة (١) :
وهو : ما يسند ـ لبيان الغلبة ـ إلى الغالب ، بعد المفاعلة الدالّة على وقوع فعل ، من كل من الفاعلين.
(يبنى على : «فعلته .. افعله» ،) بفتح عين الماضي ، وضمّها في المضارع ، من المتعدي ، وإن لم يكن الفعل المجرّد منه على هذه الزنة ، أو لم يكن متعديا ، وذلك (نحو : كارمني) فلان ، (فكرمته ـ أكرمه ـ) ، لبيان انّ الغلبة من المتكلّم.
والمجرّد في «كارم» وإن كان لازما ، مضموم العين ، لكن عند بيان الغلبة يبني منه المتعدي ، ـ بالفتح ـ لأنّه معنى متجدّد ، فقصدوا له بناء جديدا ، فاختاروا الأخف الّذي هو مفتوح العين ، وآثروا المضارع المضموم ، لقوّة الضمّ ، ومناسبته للغلبة ، مع شيوعه ، وكثرته.
قيل : وقد يقال : ضاربني فلان ، فضربته ، إذا ضربا (٢) غيرهما ، وكانت الغلبة في ضربه من المتكلّم.
ثمّ انّ البناء للمبالغة على ذلك الوجه (٣) ، قاعدة مطرّدة ، في كلّ باب يؤتي فيه ـ بعد المفاعلة الّتي وقعت فيها المغالبة ـ بالفعل المجرّد الّذي هو أصلها ، لبيان الغلبة ،
__________________
(*) قوله : وباب المغالبة مبتدأ وقوله : يبني على فعلته خبره.
(١) وفي نسخة : إذا ضربا معا غيرهما.
(٢) أي : على فعل بالفتح ويفعل بالضم.