منهما في كلامهم على استهجان في أحدهما ، فلو وقع هذان أيضا اشتبه على السامع انّ الملفوظ جيم كالكاف أو عكسه ، وكذا الشين ، لعدم الفرق بين كل منهما وعكسه كذا قيل ، وقد يورد عليه انّه لا مانع من ذلك عند العلم باللفظ الواقع هو فيه مثل ما يقع في لغة أهل البحرين من النطق برجل ، وجمل مثلا شبيهين بركل ، وكمل مثلا ، وكذلك ما يقع على قلّة من المضارعة في نحو : أجدر على ما مرّ من المصنف على أحد الوجهين في تفسير كلامه هناك ، وتعويلهم في مثل ذلك بالقرائن.
فهذا بيان مخارج الحروف وهي تختلف في الصفات أيضا وتنقسم بحسبها انقاسامات كثيرة حتّى زادت على أربعة وأربعين في كلام بعضهم ، ولعل الحكمة في اختلافها على ما يقال : كما تمايز ذوات الحروف لئلّا تتناسب أصواتها كأصوات البهائم كما قال سيبويه : لو لا الاطباق في الصاد لكان سينا ، وفي الطاء كان دالا ، وفي الظاء كان ذالا.
المذكور ههنا من تلك الانقسامات ما هي أهم ، (منها : المجهورة ، والمهموسة).
(ومنها : الشديدة ، والرخوة).
(وما بينهما).
(ومنها : المطبقة ، والمنفتحة).
(ومنها : المستعلية ، والمنخفضة).
(ومنها : حروف الذّلاقة والمصمتة).
(ومنها : حروف القلقة ، والصفير واللينة والمنحرف والمكرّر والهاوي والمهتوت) ـ بمثناتين من فوق ـ.
والفصل بين التقسيمات بقوله : منها ومنها للاشارة إلى انّها تقسيمات متعددة كل منها مستقل برأسه.