ومن منع هذا الفرع ، جعل الأصل في مثل ذلك ما كان ـ بضمّتين ـ والفرع ما هو ـ بتسكين العين ـ ، كما في نحو : عنق.
وكثر الاستعمال ، انّما تكون علامة للأصالة لو لم يعارضه أمر آخر ، مثل : كراهة تفريع الأثقل من الأخف ، ومخالفته للمعهود بينهم ، فلعلّ قلّة الأصلي لثقله ، وكثرة الفرع لخفته ، فتأمّل.
(وللرّباعي ـ المجرّد ـ خمسة) أبنية اصول ، ولم يرد فيه بناء أصليّ ، بحكم الاستقراء ، والقسمة العقلية تقتضي في بادي الرأي ثمانية وأربعين ، حاصلة من ضرب الاثني عشر المحتملة ـ في الثلاثي ـ في الأحوال الأربع ، من اللّام الاولى ، أي الحركات الثلاث والسكون ، وان نظر إلى المنع من التقاء الساكنين ، سقطت ثلاثة منها ، هي الحاصلة من اعتبار الحالات الثلاثة الّتي للفاء ، مع سكون العين ، واللّام الاولى كليهما.
وليس بناء أصليّ في غير الثلاثي ، عند الفرّاء ، والكسائي ـ ، لزعمهما انّ جميع أبنية الرباعي ، والخماسي مزيد فيها ، وأصلها ثلاثة أحرف.
(و) الخمسة الاصول ـ في الرباعي ـ كما ذهب إليه سيبويه ، والأكثرون ، (هي :) (جعفر) ، ـ للنهر الصغير ـ ، في الأصل ، (وزبرج) ـ بكسر الفاء واللّام الاولى ، وسكون العين ـ ، للزينة ـ من وشي ، أو جوهر ، وقيل : الذهب ، (وبرثن) ـ بضمّ الفاء واللّام الاولى وسكون العين ـ ، ـ لمخلب الأسد ـ ، (ودرهم) ، وهو معروف معنى ووزنا ، (وقمطر) ـ بكسر الفاء وفتح العين وسكون اللّام الاولى ـ ، ـ لما يصان
__________________
ـ شعرا ، وترك الألف في الوقف على المنصوب أعني شعرا ، على لغة ربيعة ، وفي القاموس : خمش وجهه : خوشه وضربه ، وقطع عضوا. والظاهر : ان هذا البيت من أبياته الّتي قالها في عصر الجاهلية ، لأنّه أسلم ـ رضياللهعنه ـ مع وفد بني عامر ، وحفظ القرآن وترك الشعر.