أحكام الإدغام
(الادغام) لغة : إدخال الشيء في الشيء ، ومنه أدغمت اللّجام في فم الفرس.
واصطلاحا : (ان تأتي بحرفين ساكن فمتحرك) بالاصالة وان عرضه السكون كما في الوقف ، (من مخرج واحد من غير فصل) بينهما في النطق ، فاعتبار الحرفين واتحاد المخرج لأنه لا يتصور في أقل منهما ولا في الأكثر ، ولا مع اختلاف المخرج كما هو ظاهر.
والفاء من قوله : فمتحرك دلّت على اعتبار كون المتحرك عقيب الساكن عقيب من غير وقوع حرف بينهما حتّى التنوين ، فيخرج به : على ظللت ، ومددت ممّا وقع فيه الساكن عقيب المتحرك ، ونحو : زلزل ـ بالزاي بين اللّام الساكنة والمتحرك ـ ونحو : واسع عليهم ـ بالتنوين ـ بين المثلين فانّه لا ادغام في شيء من هذه.
ثمّ التعقيب المفهوم منها يشمل ما يكون مع النطق بالحرفين على التفصيل ، والفك بأن لا يكون النطق بهما دفعة وان تعاقبا بلا مهلة وما يكون مع ادراج أحد في الآخر بحيث يصير كالمستهلك وتعرّض لها جهة وحدة لأجلها يرتفع اللسان بهما دفعة لكن على وجه ينحلان إلى ساكن فمتحرك بعده عند الامعان ، فاخرج الأوّل من غير فصل ـ أي من غير فك في النطق كالفك في رئيا إذا قلبت همزته ياء للتخفيف كما يأتي ، فتعين في الادغام التعقيب على وجه يكون النطق دفعيا لأنّ الداعي إليه ما يلزم في النطق بالمتحدين تفصيل من الاستثقال الظاهر اللّازم من تحريك اللسان عن موضع هو مخرجهما ثمّ ردّه إليه فيندفع ذلك بالادغام ، ليكون بمنزلة حركة واحدة في اللسان.
والكوفيون : يخففون الدال منه على انّه مصدر أدغم كأكرم ، والبصريون :