وسمى به الخمر لغليانها ، وأصله مستطير ـ كمستخرج ـ بفتح الراء فقلبت الياء بعد نقل فتحها إلى ما قبلها ألفا وخفف بحذف تاء الاستفعال ـ كاسطاع ـ.
فالمبنى من : اآءة مثل : مسطار بالنظر إلى أصله ـ مستاآء ـ بالسين والتاء والمد والهمزة ـ كمستطاع ـ ثمّ حذفت تاء الاستفعال فحصل : مساآء كما قال.(فأجاب) أبو علي في هذه المسئلة(على أصله) الّذي ذكر من انّه يحذف من الفرع قياسا من الأصل وكأنه زعم ان حذف تاء الإستفعال الواقعة قبل الطاء قياس كما في اسطاع ، فاعتبر حذفها من : مساآء كما في مسطار.
(وعلى الأكثر) وهو ان لا تحذف من الفرع إلّا ما يقتضيه في نفسه من غير ان يجعل تابعا للأصل يقال : مستاآء باثبات تاء الإستفعال لعدم متقارنتها للطاء فيها مع ان كون حذفها مع الطاء قياسا كما زعمه غير مسلّم.
واعترض عليه المصنف في الشرح المنسوب إليه بأنه يلزمه ان لا يبني ما ألق الإلاق باثبات الهمزة في مثل : ما شاء الله لأنها حذفت من الأصل قياسا فان قال انّه غير واجب قلنا فكذلك حذف التاء في مستطار غير واجب ثمّ اعتذر له بعد الإعتراض بأنه لعلّه أجاب بمستااء باثبات تلك التاء فوقع حذف الضرس الّذي هو علامتها في الكتابة وسرى الوهم وقد تقدم الكلام في منظور أبي علي في ـ الإلاق ـ فتذكر.
وقيل ان مسطارا ليس بعربي بل روميّ معرّب يقال : المصطار بالصّاد المهملة أيضا. وزعم بعض اللّغويّن انّه عربي على «مفعال» ـ بكسر الميم ـ والسين فيه أصلية ، فالمبني مثله من : اآءة ميواء ان خففت الهمزة وأصله : مأواء بالهمزة الساكنة والواو الّتي هي أصل الألف منها فقلبت الهمزة ياء لسكونها بعد الميم المكسورة وان لم يخفف : فمأواء بالهمزة.
(وسئل ابن جنى ـ ابن خالويه عن مثل : كوكب) إذا بنى (من وايت) حال كونه (مخففا) من حيث الهمزة معمولا فيه حكم تخفيفها(مجموعا جمع السلامة)